لم يكن يعلم عبدالرحمن الضعيني ابن الخامسة عشرة بأنه على موعد مع القدر الذي سوف يقوده في أحد الأيام للقفز في مستنقع مياه عميقة بحفر الباطن لإنقاذ فتيات صغار سقطن في المياه، وكان ذلك قبل عدة أيام حيث أنقذ الضعيني الصغير فتاة منهن والأخرى أنقذها أحد رجال الدفاع المدني بينما توفيت الثالثة في أحد المواقع التي تكونت بفعل حفريات إحدى الشركات بعد أن غمرتها مياه الأمطار التي هطلت على المحافظة، المنقذ الصغير يتحدث للزميل السهلي «اليوم» «اليوم» باشرت الحادثة وتحدث إليها المنقذ الصغير حول هذا الموضوع فقال: كنت عائدا في وقت المغرب ذلك اليوم من عند الإبل التابعة لوالدي والقريبة من الموقع برفقة أحد أصدقائي، وأثناء مرورنا من المكان لفت انتباهي امرأة تصرخ وتستغيث فتوجهنا إليها على الفور، وعند وصولنا علمت بسقوط فتياتها داخل المياه فيما كان والدهن يحاول النزول للمستنقع ولكنه بدا عاجزا عن فعل أي شيء، ومع توالي استغاثات المرأة قررت النزول للمياه، ومع تفكيري بالنزول وجدت نفسي داخل المياه وقمت بالسباحة حتى وصلت لإحدى الفتيات وقمت بسحبها إلى حافة الحفرة ثم أمسك بها أحد المتواجدين بالموقع، بعد ذلك واصلت البحث عن الأخريين إلى أن وصل أحد رجال الدفاع المدني وأخرج الفتاة الثانية ثم عثرنا على الأخرى وهي بحالة غرق تام ونقلت للمستشفى وعلمت أنها توفيت، ورغم أني تعلمت السباحة منذ الصغر وأعلم خطورة الحفر والسيول وأني لم أحاول السباحة فيها مطلقا ولكن عندما رأيت مشهد غرق الفتيات قررت النزول ومحاولة إنقاذهن وقدرني الله تعالى على إنقاذ واحدة منهن.من جانبه يضيف عبدالرحمن: «بعد رؤيتي لرجال الدفاع المدني وما قاموا به من عملية النزول للمستنقع مع معدات وأجهزة حديثة.. تركز طموحي بأن أخدم وطني كأحد رجال الدفاع المدني، وأدعو الله تعالى أن يتحقق هذا الطموح بدخولي لكلية الملك فهد الأمنية بعد إنهاء الدراسة الجامعية حتى أنضم لهؤلاء الرجال الذين يضحون بحياتهم في سبيل إنقاذ الآخرين»، من جهته قال فهد الضعيني (والد المنقذ): «أنا فخور بما قام به ابني رغم خطورة الموقع وصعوبة السباحة في مثل هذه الأماكن الطينية فما بال السباحة وإنقاذ شخص غريق من قبل شاب صغير بالسن مثل عبدالرحمن الذي علمته السباحة منذ الصغر وكنت حريصا على تعليم جميع أبنائي السباحة وركوب الخيل حيث أقوم بتدريبهم بشكل متواصل، وقد قمت بتشجيع عبدالرحمن للقيام بمثل هذا العمل رغم أنني لم أكن متواجدا بالموقع، ولكن عندما علمت بما قام به شجعته وطلبت منه الاستمرار بمساعدة الآخرين في أي موقف، وأنا هنا أقدم نصيحتي لجميع الآباء وأولياء الأمور بأن السباحة وركوب الخيل أمور حثنا عليها ديننا الحنيف ويجب أن يتمتع أبناؤنا بمهارات عالية في السباحة وركوب الخيل».