أكد الدكتور الشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان عضو الهيئة العالمية لحقوق الإنسان بأن الأمن حاجة إنسانية ملحة، ومطلب فطري لا تستقيم الحياة بدونه، ولا يستغني عنه فرد أو مجتمع. وقال: إن الحياة بلا أمن حياة شديدة قاسية، لا يمكن أن تطاق. وأشار إلى أن الأمن الحاصل في مملكتنا الغالية بما أنعم الله عليها من حكومة رشيدة تحكم بالقرآن وتعمل بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من أهم مقومات السعادة والاستقرار، وأهم أسباب التقدم والتحضر والرقي. وأوضح الفوزان بأنه إذا فقد الأمن اضطربت النفوس، وسيطر عليها الخوف والقلق، وتعطلت مصالح الناس، كما هو حاصل في كثير من بلدان العالم. وتساءل: هل يمكن للإنسان أن يعبد ربه، ويقوم بواجبات دينه كما أمره الله والخوفُ يحاصره؟!! وكيف يتأتى له أن يبدع ويفكر وهو يتوقع البلاء في أية لحظة؟! وكيف يمكنه الانطلاق لتنمية ماله واستثماره، واللصوص وقطاع الطريق واقفون له بالمرصاد. وأشار إلى ازدهار الأمن والأمان في بلادنا أينما اتجهت. وقال: فلا يمكن للحياة أن تستقر وتزدهر إلا بالأمن، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس، وتنتظم أمورهم، وتهدأ نفوسهم إلا بتوافره. ولا يكاد الناس يُجمعون على طلب شيء والسعي لتحصيله، كما يجمعون على طلب الأمن والحرص عليه. مبينا أن ضرورة الناس إلى الأمن، لا تقل عن ضرورتهم إلى الطعام والشراب، إن لم تزد عليها، ولا أدل على ذلك من قول الله عزّ وَجلَّ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}[البقرة: 126]، فقد دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يوفر الأمن في البلد الحرام، قبل أن يدعوه بأن يوفر لأهله الطعام والشراب. وقال سبحانه وتعالى ممتناً على قريش، بما يقتضي منهم شكر هذه المنة، والقيام بما تستوجبه من طاعة الله وتوحيده: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا}[القصص: 57]. فقد ذكّرهم أولاً بنعمة الأمن، ثم ذكّرهم بنعمة الثمرات والرزق. وأضاف الشيخ الفوزان إلى ضرورة شكر الله عز وجل ثم شكر ولاة أمرنا على ما ننعم به من أمن وسلام بفضل جهودهم الموفقة . ودعا الله سبحانه أن يديم علينا ما نحن فيه من نعم وأن يحفظ علينا قادتنا ويوفقهم إلى مايرضيه.