المحاكمات التي تجرى لخلايا الفئة الضالة حالياً تعبر بوضوح أن المتهمين قد وفرت لهم أجواء محاكمة عادلة بنهج الشريعة الإسلامية، ويناقشهم القضاة ويعطونهم الوقت الكافي للرد والتمحيص والتدقيق في مواقفهم. بينما هؤلاء المتهمون، الذين كثير منهم يدعون إخلاصهم للإسلام وإقامة العدل، لم يمهلوا ضحاياهم وقتاً للنقاش أو الحياة. ومع ذلك عاملهم القضاة بنهج إسلامي هدفه العدل وإقامة شرع الله ونشر رسالته بالعدل الخالص وبالإخلاص لتعاليم الدين ونصوص القرآن الكريم المبرأ من كل تحريف أو تلفيق أو أهواء. والمنظمات الإرهابية منظمات إجرامية، تعمل تحت شعارات الإسلام، بينما هي تمارس كل ما هو ضد الإسلام نهجاً وقولاً وفعلاً. فالإسلام يحرم سفك دماء الناس، أياً كانت مذاهبهم ومللهم واثنياتهم، ويحصنها بالعصمة إلا بحقها. وحقها أن تقدم إلى قاض عدل معين من ولي أمر، يناقش ويحاور ويراجع التهم ويذكر المتهمين كي يمضي شرع الله كما أراد الله وكما طبقه المصطفى، صلى الله عليه وسلم، رسول العدل والسلام والمحبة، وصحابته العدول الأبرار. ويوم أمس أعلنت منظمة القاعدة الإرهابية تعيين أيمن الظواهري زعيماً لها، كي تواصل المنظمة الإرهابية نهج التدمير والتخريب ومحاربة الإسلام في كل مكان في الدنيا. فمنذ أن طرأت الأفكار الأبليسية في ذهن الظواهري وزعيمه وهم لا يكلون عن شن حملة شرسه لتشويه الإسلام، وضرب سمعة المراكز الإسلامية في العالم. إذ إن القاعدة وزعماءها وأدواتها الضالة لا يتحدثون إلا بالقتل وسفك الدماء ومعاداة الناس، فأصبحوا نموذجاً يقدمه الصليبيون وأعداء الإسلام حينما يودون هزيمة قضية إسلامية أو النيل من المسلمين في كل مكان. وبسبب أطروحات الظواهري وأضرابه منعت مساجد من التشييد في أماكن كثيرة في العالم وسحبت سويسرا حق التصريح بالأذان. وضيقت على المراكز الإسلامية والدعاة وتراجع إقبال الناس على اعتناق الإسلام إلى مستوى متدن لم يشهده الإسلام في تاريخه. وكل ذلك يتم بسبب فكر القاعدة الظلامي القائم على سفك الدماء، وكأن الإسلام لا يعنى إلا بقتل الناس والتضييق عليهم وإعلان عدوان صريح على الأمم الأخرى ووصمها بالنعوت المسيئة ورميها بالتهم الجزاف. ولم تتوقف القاعدة عن الترويج لأفكارها الإجرامية لدى اتباعها، بل تروج لهذا الفكر المنحرف في أوساط الشباب والمراهقين وتشل عقولهم وتصادر إرادتهم باسم الدين وتحولهم إلى قنابل موقوته وأدوات قتل للمسلمين قبل الآخرين. فأغلب ضحايا القاعدة من المسلمين حيث هوجمت مدن إسلامية وحتى مصلون في مساجدهم يؤدون فروضهم، فلم ترحمهم القاعدة وأتباعها ولم تراع قدسية مكان ولا روح مسلم ولا وقت أداء صلاة. وأي دين هذا الذي لا يحدد العلاقة مع الآخرين إلا بمعيار سفك الدماء والاستحلال والعدوان الدؤوب المستمر الأبدي.؟!