أكره المكالمات المبكرة صباحا أو المتأخرة مساء باعتبارها مكالمات قد تكون موجعة تحمل أخبارا غير سارة، وفي ظل سيطرة لغة الموت والدمار على معظم ساعات البث الإخباري لم يعد الإنسان قادرا على استيعاب المزيد من الآلام والأخبار السيئة. هذا الشعور انتابني وأنا أتلقى في وقت مبكر من أمس نبأ وفاة الابن الأكبر للأخ الصديق اللواء إبراهيم المغلوث قائد كلية الملك فهد البحرية الذي فقد فلذة كبده العائد من كندا وهو في بداية العشرين من عمره، فكم هي الحياة قصيرة؟ وكم هو الموت قريب منا أقرب من لمح البصر ولو كنا في بروج مشيدة؟! لا نتعلم أن الحياة ليست سوى رحلة لابد لقطارها أن يتوقف لينزل راكب ويصعد آخر. شاب انتظر أهله الأمل ففاجأهم ألم الفراق وحرقة الوداع. إنها سنة الله في أرضه. أعرف أنني مهما قلت لأخي إبراهيم ومهما حاولت التخفيف عن مصيبته فلن أستطيع ذلك رغم قناعتي التامة بقوة إيمانه وإن كنت أحسبه بإذن الله صابرا على ما قدر له سبحانه وتعالى. الحياة يوم لك ويوم عليك والأيام متداولة بين الناس فلا تجزع واصبر واحتسب، فالله هو الذي يعطى وهو الذي يأخذ.. ولكم تحياتي. [email protected]