يرى محللون في قطاع النفط أن عرض المملكة طرح كميات إضافية من الخام في السوق هدّأ المخاوف بشأن الإمدادات في أعقاب فشل اجتماع أوبك الأخير في الخروج برؤية موحّدة حول سياسات الإنتاج. طلب عالمي متزايد على النفط رغم ضعف إنتاج أوبك (اليوم) فقد عادت أسعار النفط الى الانخفاض بعد عرض المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم تقديم المزيد من النفط للمصافي الآسيوية في يوليو في أول دليل على الخطوات المنفردة التي تتخذها المملكة لزيادة إمدادات المعروض، حيث تراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت لعقود يوليو 1.18 دولار الى 118.39 دولار للبرميل في التداولات الاسبوعية بعد أن سجّل في وقت سابق 120.07 دولار وهو أعلى مستوى منذ الخامس من مايو الماضي. وكالة الطاقة الدولية، المتحدثة باسم الدول المستهلكة سارعت إلى التعبير عن «خيبة أملها» حيال التمديد للوضع القائم لجهة الحصص الإنتاجية، وحضت الدول المنتجة على زيادة عرضها، مشدّدة على هشاشة الاقتصاد العالمي. وبدّد النفط الخام الأمريكي الخفيف مكاسبه أيضاً وانخفض 2.65 دولار الى 99.28 دولار للبرميل ليتخلى عن مكاسبه السابقة ويهوي دون 100 دولار للبرميل. وكانت الأسعار قد سجّلت ارتفاعاً متأثرة بقرار المنظمة نهاية الاسبوع الماضي حيث انتعشت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت، لترتفع أكثر من دولار، وواصل النفط الأمريكي صعوده متجاوزاً 102 دولار للبرميل، في حركة تعامل متقلبة بعد يوم من فشل منظمة «أوبك» في الاتفاق على زيادة الإنتاج في اجتماعها في فيينا. وفي بورصة نيويورك التجارية قفز الخام الأمريكي الخفيف لتسليم يوليو 1.37 دولار إلى 102.11 دولار للبرميل، بعد أن جرى تداوله في نطاق بين 100.74 و102.35 دولار، وسط مخاوف بشأن الإمدادات مع تقييم المستثمرين لتأثير إخفاق منظمة (أوبك) في الاتفاق على زيادة الإنتاج. وارتفع سعر سلة خامات دول اوبك ال12 بواقع دولار و50 سنتاً ليستقر عند معدل 43ر113 دولار للبرميل بعد ان كان 93ر111 دولار للبرميل، في حين سجّل المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي 45ر77 دولار للبرميل. وارتفع سعر برميل النفط الكويتي 58ر1 دولار في تداولات نهاية الاسبوع الماضي ليبلغ مستوى 48ر110 دولار لبرميل مقارنة ب90ر108 دولار في تداولات اليوم السابق. كما ارتفعت اسعار النفط في التعاملات الآسيوية في سنغافورة بعد الارباح التي جنتها بورصة (وول ستريت) الامريكية. وجنت العقود الآجلة للخام الامريكي الخفيف تسليم يوليو المقبل 8 سنتات لتبلغ 01ر102 دولار للبرميل في حين ارتفع خام برنت بحر الشمال تسليم الشهر نفسه 33 سنتاً ليبلغ 90ر119 دولار للبرميل. وسارعت وكالة الطاقة الدولية، المتحدثة باسم الدول المستهلكة، إلى التعبير عن «خيبة أملها» حيال التمديد للوضع القائم لجهة الحصص الإنتاجية، وحضت مجدداً، في بيان، الدول المنتجة على زيادة عرضها، مشدّدة على هشاشة الاقتصاد العالمي، حيث تشهد الأسواق عموماً حالة من عدم التأكد بشأن وضع الاقتصاد العالمي. وراهن رئيس وكالة الطاقة الدولية على موقف المملكة في سدّ «الفجوة» في إمدادات المعروض من النفط لتلبية الطلب العالمي، وبعكس ذلك ستقوم الوكالة بتنسيق عمليات إطلاق كميات من المخزونات الاستراتيجية للدول الأعضاء. في الوقت الذي أكد فيه ايضاً نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية بقوله: «نحن مستعدون للتحرك». إلى ذلك اعتبر البيت الأبيض ان إمدادات المعروض من النفط لا تكفي لتلبية الطلب العالمي وان الولاياتالمتحدة أجرت محادثات مع البلدان المصدّرة في ذلك السياق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: «نحن نرى اننا في وضع لا يكفي فيه المعروض لتلبية الطلب»، مبيناً ان الرئيس باراك اوباما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية الامريكية لكن لم يتم بعد اتخاذ قرار في هذا الشأن. وستزيد الخلافات العميقة بين أعضاء منظمة «أوبك» الضغوط على الطلب العالمي للنفط، لكن من المتوقع أن تقرر المملكة التي تضطلع بالدور الأبرز في المنظمة من جانب واحد، زيادة إنتاجها لطمأنة الأسواق، كما يقول محللون. في الوقت الذي أعربت فيه البلدان الخليجية عن رغبتها في زيادة عرض «أوبك» التي تؤمن40 بالمائة من النفط العالمي، لتبديد هواجس البلدان المستهلكة، والتي تهدّد أسعار النفط المرتفعة نموها الاقتصادي. ويواجه الإنتاج الحقيقي للمنظمة الذي يفوق الحصص بأكثر من 1.3 مليون برميل يومياً، صعوبة في تعويض توقف الصادرات الليبية منذ فبراير، وما زال غير كافٍ لتلبية الطلب العالمي، كما ترى الوكالة الدولية للطاقة. بدوره كان عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة «أوبك» قد أكد أن السبب في فشل اجتماع المنظمة برفع الانتاج يعود إلى خلافات اقتصادية وليست سياسية. قائلاً: «نشعر الآن بعدم الرضا لأننا لم نتوصّل إلى قرار، لكن هذه ليست نهاية العالم، لم يكن السبب سياسياً بل كان موقفاً اقتصادياً». ويذكر ان المملكة تمكّنت حتى الآن من تحمّل عبء سد النقص الناجم عن غياب النفط الليبي، وستكون النتيجة ضخ نفط أكثر من المطلوب لمصافي العالم مع التزام وزير البترول والثروة المعدنية بتعهّده بضخ المزيد من النفط بصرف النظر عن نتيجة الاجتماع. وتقدّر حصص إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تضم 12 دولة وتضخ 40 بالمائة من النفط العالمي، ب24.84 مليون برميل في اليوم منذ بداية 2009، وبالتالي فقد تم تمديد العمل بها للمرة الثامنة، وهو قرار خالف توقعات الأسواق. فبعد الإعلان، قفزت أسعار النفط الخام بشكل كبير في سوقي لندنونيويورك، حيث ارتفع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف تسليم يوليو 1.75 دولار ليصل إلى 100.84 دولار.