قبل عدة أيام طلبت مني إحدى الصديقات ان اكتب مقالا اعقد فيه مقارنة بين اوبرا المذيعة الامريكية, والزعماء العرب الذين ثارت عليهم شعوبهم ونحتهم جانبا ثم طالبت بمحاكمتهم، واليوم أرسل لي احد اقاربي رسالة يلفت فيها نظري للنشرة النقدية في صحيفة الوطن وهي ايضا عن اوبرا والحفل الشعبي الذي أقيم لها في احد الملاعب ليقول لها الناس الذين تعاملت معهم, وعاونتهم, وغيرت في حياتهم, وألهمتهم: شكرا على كل ما قدمتيه يا اوبرا. أوبرا التي نشأت فقيرة معدمة في عز اجواء التفرقة العنصرية في الولاياتالمتحدة وعاشت طفولة تعيسة, ومراهقة ضائعة تحولت بفعل ايمانها بخالقها ثم بقدراتها كشخص إلى امرأة ناضجة طموحة عاملة وفاعلة جدا تجاه نفسها وغيرها.. وبدأت الحياة تتغير معها وبها إلى صورة مختلفة تماما عما هي عليه سابقا، امتلكت اوبرا المال ولكنها لم تصرخ في كل حين مثل بعض الاغنياء العرب «انا عصامية, انا تعبت في مالي واجتهدت لكسبه» ان اوبرا المسيحية السوداء عرفت معنى الرحمة والتكافل الاجتماعي وعرفت قيمة الانسان وآمنت ببنائه مدت يدها لمن تعرف ومن لا تعرف للأسود والأبيض للياباني والمكسيكي.. كل اولئك اضاءت لهم اوبرا شمعة ومنحتهم الشمعة الثانية ليضيؤها ثم راح يرصه في الخزنة البنكية ألفا فوق آخر ولا يستطيع أن يسعد به ولا يُسعد به غيره واوبرا جعلت كل الناس شركاء معها في مالها ولكن من خلال بحث وتقصٍ ودراسة لكل إنسان تقدم له المال الذي يبدأ به حياة جديدة في التعليم أو العمل.. ونجحت في تغيير حياة الكثير منهم من الفقر إلى الغنى, ومن الجهل الى العلم, ومن الإدمان الى المعافاة والعودة للحياة من جديد وهذا على مستوى الناس العاديين، ولكن العار كل العار عندما نقارنها بالزعماء الذين أمسكوا دفة القيادة لشعب كامل, وقدموا له عشرات الوعود سرعان ما تبخرت بفعل الطمع والجشع والنظرة القاصرة جدا جدا. إن منظر الخزائن التي وجدت في القصور التونسية كان منظرها مخجلا جدا وما تلك الا أشبه «بالفكة» التي يضعها بقربه في حين هاجرت الاموال الى بنوك خارجية. ولا يختلف الحال كثيرا مع الرئيس المصري الذي يرقد على سرير المرض ترى هل يفكر بأن جنيها واحدا من ملياراته لم ولن يرد عنه كل دقيقة من نهايته المؤسفة التي آل إليها، وغير هؤلاء كثير على المستوى العام والخاص من المسلمين الذين ليس لهم من اسلامهم سوى – لا إله إلا الله – في حين ان اوبرا المسيحية السوداء عرفت معنى الرحمة والتكافل الاجتماعي وعرفت قيمة الانسان وآمنت ببنائه مدت يدها لمن تعرف ومن لا تعرف للأسود والأبيض للياباني والمكسيكي.. كل اولئك اضاءت لهم اوبرا شمعة ومنحتهم الشمعة الثانية ليضيؤها هم ويحرصوا على استمرارية شعلتها في حياتهم.. كم هي مخجلة تلك المقارنة مع الكثير من العرب المسلمين فهي دائما في صالح اوبرا الانسان بغض النظر عن دينها ولونها اوبرا التي عملت بوصاية الاديان كلها, وغيرها الذين ران على قلوبهم الجشع المريض وحق لهم ولنا ان نتساءل.. وماذا بعد؟! [email protected]