خلصت دراسة أعدها المعيد بقسم صحة البيئة بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الدمام محمد بن علي البوورثان عن حقائق خطيرة تتعلق بطرق رش ومكافحة سوسة النخيل الحمراء بالاحساء بالمبيدات حيث أوضحت الدراسة أن حوالي خمسين اسما تجاريا لمبيدات تم استخدامها في مكافحة السوسة وتم تصنيفها إلى 27 نوعا بناء على المواد الفعالة المكونة لتلك المبيدات وتم تقييمها وفقاً للمعايير الدولية وتبين أن 24 مادة فعالة منها تصنف على أنها بين متوسطة وشديدة السمية على الصحة والبيئة. الدراسة تطالب بضوابط لرش النخيل وقد رصدت الدراسة وفقا للتصنيف الدولي لمعايير الاستخدام حسب اتفاقية "روتردام " أن 16 مادة فعالة تصنف ضمن المبيدات المقيدة الاستخدام أي لا تستخدم إلا تحت إشراف مختصين مدربين ومعتمدين لدى الجهات المعنية إضافة إلى13 مادة فعالة يحظر استخدامها في دول الاتحاد الأوروبي وعلى الرغم من ذلك يتم تداولها في الأسواق واستخدامها من قبل المزارعين بالأحساء دون قيود أو اشتراطات أو اشراف إلى جانب عدم معرفة المزارعين بالمواد الفعالة للمبيدات المستخدمة أوالإجراءات الوقائية والسلامة اللازمة معها حسب الاستطلاع الذي أجرته الدراسة. واشارت الدراسة الى انه من خلال تقديرات الدراسة فقد استخدم حوالي 45 طنا من تلك المواد الفعالة منذ عام 1995م حتى عام 2008م في برنامج مكافحة سوسة النخيل بالأحساء وأن هذا الاستخدام أدى إلى رفع الخطر البيئي المحتمل بنسب تجاوزت 100بالمائة في بعض السنوات قياساً على عام 1995م و هذا الخطر يتمثل في تلوث الهواء والمياه الجوفية والتربة وبالتالي تأثيرها على الكائنات الحية وموت الأعداء الطبيعية للحشرة (اختلال في التوازن البيئي) ، وأما المخاطر الصحية المحتملة فأوضحت الدراسة أنها زادت بنسبة 90بالمائة في بعض السنوات وتتمثل في الإصابة بأنواع من الربو والحساسية وبعض أنواع الأمراض السرطانية واختلال في الهرمونات والانزيمات وأجهزة الخصوبة و تشوه الأجنة وغيرها و يرفع من هذا الخطر المحتمل الأمية المنتشرة بين المزارعين وجهل الأغلبية بشروط السلامة . وأكدت الدراسة أن حوالي 70 بالمائة من مزارع الاحساء تخضع نخيلها للرش والعلاج بالمبيدات سنوياً أي ما يعادل حوالي 16000 مزرعة. واشار معد الدراسة محمد البوورثان الى ان الداعي من اجراء الدراسة هو تصاعد القلق في السنوات الأخيرة بين أفراد المجتمع الزراعي بواحة الأحساء تجاه الآثار السلبية المترتبة على الاستخدام المتزايد والمستمر للمبيدات الحشرية كإجراء علاجي و وقائي في برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء منذ عام 1992م خاصة في ظل الانتشار الواسع لإصابة النخيل بهذه الحشرة والذي تجاوز عددها 220 ألف نخلة مصابة حتى العام 2008م . من جانبه قال عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية الدكتور غازي العتيبي بان هذه الدراسة باتت مهمه في الجانب الزراعي والتي تؤكد مدى اهمية النخيل في المنطقة الشرقية وسبل العلاج والنسب المتخذه التي اجراها الطالب ، واشار العتيبي الى أن الكلية والجامعة تشدان على ايدي الطلاب والمعيدين على الابحاث والدراسة التي من شأنها خدمة البلاد و رفع من المستوى العلمي والتوعية المستدامة لمثل هذه الجوانب الهامة متمنيا التوفيق والنجاح للطالب البوورثان ولجميع الطلبه .