أعدت طالبات مدارس الظهران الأهلية الصف الثاني ثانوي تقريرا صحفيا ميدانيا عن بعض نساء من مجتمعنا رفضن الاستسلام لظروف الحياة، وجاء التقرير في سياق النشاط الإعلامي فيما شارك في إعداده كل من الطالبات (فاطمة الخنيزي، هند السبيعي، غدير الدوسري، حنان الجشي، هيا مرعي، ألفيا الحسيني، ندى الملا، رنيم الشماسي، عبير العلي، زينب الموسى، نجلاء الدوسري). أحد جوانب سوق "الحريم" بالثقبة
وفي جولة ميدانية في السوق النسائي بالثقبة «سوق الحريم» تحدث التقرير حول معاناة النساء العاملات فيه وطلبن منهن أن يتقاسمن همومهن وحياتهن الشخصية الخاصة فيما قررن أن يساهمن متطوعات في تذليل الصعوبات وإعادة ترميم هذا السوق بالتعاون مع البلدية، وتحت عنوان هذه المادة أعدت الطالبات هذا التقرير .. وهذا ما كتبن فيه « أوقفنا المسير على ضفة الطريق، فرأين نساء رفضنَ الاستسلام للحياة، وكافحنَ رغم الصعوبات، ونطقّنَ عن المبحوحة أصواتهن تحت أسقف كادت حرارة الشمس إسقاطها، وعند جدران تعُبر عن طغيان الظروف.. « السوق النسائية بالثقبة « هي أول مشوارنا ... ورأينا أن نتقاسم هموم أولئك النساء وحياتهن الشخصية الخاصة .. وعندما سألنا إحداهن أجابت (ف، ر) بنبرة صوت منكسرة :» أنا أم لولدين وأربع بنات، وزوجي وافته المنية، وهذا العمل هو مصدر رزقي أنا وعائلتي، فشهادتي لا تؤهلني للعمل في القطاعات الحكومية ولا حتى الخاصة، وليس لي معين غير الله سبحانه (وهو نعم المستعان)، أما (د ، ه) فأجابت منفعلة وغصة الحياة المريرة في عنقها: "أنا وحيدة ومقطوعة من شجرة، ليس لي في هذه الدنيا سوى الله سبحانه وتعالى، ولا أملك ما يسد حاجتي»، ولكن التي أفجعتنا قصتها هي تلك المرأة المطلقة ذات البنت الوحيدة المدللة والتي تحاول دوما إرضاءها وتلبية جميع حاجاتها، فأثار اهتمامنا سؤال ما : لماذا لا يدفع والدها النفقة الشرعية وذلك يتم الاتفاق عليه في المحكمة ؟ فأجابت (ح ، ع) بصوت مغموم :» لا أريد المشاكل ولا أبحث عنها، ووالدها لو علم بذلك فسيأخذها مني، لذلك سأسكت وأتحمل الضيم أفضل بكثير من أن يأخذها، فهي قرة عيني وكل ما أملك في هذه الدنيا»، وبعد التعرف على مآسي حياتهن .. طرحنا على بعضهن عدة أسئلة في مقدمتها : ما أهم المشكلات التي يتعرضن لها خلال عملهن في هذا السوق المفتوح ؟، فأجابت ( م ، س ) قائلة :» لا نحتاج في هذا السوق سوى كهرباء للإنارة و التبريد، ولكننا لا نملك تكلفة أجرته، فقساوة الحر كادت تذيبنا»، وأخرى (ف. ر) أجابت: "نريد محلات مغلقة نظيفة مكيفة، حيث تتعرض بسطاتنا إلى السرقات المتكررة كما تطارد الفئران في أرجائها، فهذا السوق مؤسس منذ عهد الملك فيصل رحمه الله، فنريد أفعالا وليس فقط كلام لسان ليس له فائدة، والبلدية منذ فترة طويلة وهي تعدنا بتعديل السوق وتزيينه .. وحتى الآن لم نر منهم شيئا»، فمن منا يصدق أن هناك نساء يكدحن من الصباح الباكر وحتى المساء تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل لقمة العيش، لذلك قررنا أن نعيد بناء هذا السوق وترميمه بشكل بسيط يريحهنَ ويرضيهن، وذلك كعمل تطوعي بالتعاون مع البلدية، ونأمل أن ينالنا من الله العلي القدير الأجر والثواب الجزيل، فقد قال عز وجل: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».