في كل مرة من عمري القصير في الكتابة كنت أوجه رسائلي إلى قرائي الكرام الذين أعتز بهم كثيرا أو إلى مسؤول جهة معينة ،والهدف هو إمّا إضافة شيءٍ جديد أو انتقادا بناء أو تقديم مايساعد في حل مشكلة كاقتراح أو فكرة علّها تؤتي أُكلها وينفع الله بها من عبدٍ فقير إليه,إلا أن هذه المرة ستكون رسالتي مختلفة تماما, ستكون موجهة إلى(بعض)الإعلاميين والكتّاب والذين أعتز بهم. لكلّ كاتب وإعلامي هدف ورسالة,فقلمه وطرحه أمانة، وهو محاسب عليه من الله قبل عباده,وقناعتي بأن القارئ والمتلقي يجب أن يضيف لنفسه شيئا ولو يسيرا بعد قراءة أي مقال,أو يذكر أو يؤكد قناعة ما أو يرسم بسمة بسيطة,وإن لم يكن فهناك مشكلة بقارئه أو كاتبه ،وهنا يأتي دور عدة عوامل في الكتابة كالفكرة وطريقة العرض والحلول والمتلقي,فما أسهل الانتقاد وإلقاء التّهم جزافا ،وما أصعب إيجاد الحلول وتسوية الأمور والمشاكل !!. لنعلم جميعا أن القلم مسؤولية وأمانة ،والإنسان محاسب عليه وعلى كل حرف يكتبه، كما هو مأجور عليه وعلى كل حرف يكتبه، وأن يدركوا ما الذي سيستفيده وما سيجنيه القارئ من كلماتهم وقبل ذلك عليهم أن يكونوا قراءً لكلماتهم قبل أن يقرأها غيرهم . (بعض)الإعلاميين أعداء للنجاح فتجدهم يتربصون لأي شيء ليكيدوا له بالانتقاد اللاذع الذي يهدم ولا يبني أبدا ،وقد يصل إلى تهجّم شخصيٍّ أو تحطيم يُجْهز على كل خطوة في طريق النجاح,نقد متتالٍ دون إنصاف ودون ذكر مختلف الجوانب سلبا وإيجابا، وكذلك دون حلول والتي هم أول من يجهلها,فمثلا، حين يتم إطلاق مشروع جديد أو خدمةٍ جديدة، غالبا لا تبدأ بشكل كامل بل بشكل تجريبي وتدريجي، ومع مرور الوقت تبدأ في الاكتمال و التحسن إلى أن تتطور ،وهذا أمرٌ طبيعي وموجود في أي مكان في العالم وبمختلف الخدمات ،فلا يوجد شيء يبدأ كاملا من البداية، فتجد مثل هؤلاء يبدأون بالحكم بالفشل الذريع لهذا المشروع أو الخدمة والمطالبة ببديل آخر وهو لم ير النور بعد,مثال ذلك حين أطلقت خدمة حافلات الأمين لنقل طالبات المدارس، وكذلك خدمة شركة نجم المعنية بحوادث المرور ،وغيرها الكثير من الخدمات والمشاريع والتي أُجهز عليها في خطواتها الأولى من قِبَلهم. على النقيض من ذلك تجد كتّابا يحسّون بمسؤوليتهم وأنهم يكتبون كلاما يقرؤه ملايين البشر فيتّسمون بالرزانة والموضوعية وطرح القضايا التي تمس اهتمام القارئ بشكل متجدد ومشوّق بعيدا عن التقليد والاستهلاك ،وبحياد تام وطرح للحلول وذكر للسلبيات والإيجابيات، ومثل هؤلاء تكون كتاباتهم في بعض الأحيان مراجع للكثير من الناس بمختلف تخصصاتهم واهتماماتهم كأئمة المساجد والمتحدثين في المحاضرات العامة والذين يستفيدون منها كأوراق للعمل والمدرسين وأساتذة الجامعات، وغيرها الكثير من الأمثلة ،ولكن للأسف مثل هؤلاء هم قلّة والبقية هم ممّن لهم تقرأ وتقرأ ولا تجد فائدة إن سلمت من التجريح والسخرية ونقد الذات قبل العمل. إلى كل زميل وأستاذ ،وأنا قبلهم بل أولهم لنعلم جميعا أن القلم مسؤولية وأمانة ،والإنسان محاسب عليه وعلى كل حرف يكتبه، كما هو مأجور عليه وعلى كل حرف يكتبه، وأن يدركوا ما الذي سيستفيده، وما سيجنيه القارئ من كلماتهم ! وقبل ذلك عليهم أن يكونوا قراءً لكلماتهم قبل أن يقرأها غيرهم حتى يتأكدوا من طرح فكرتهم بشكل مفهوم وصحيح ،ولا يكونوا مثل حال الصنف الأول الذين ذكرتهم والذين ألخص حالهم ،بأنهم(لا إلى الخير وصلوا,ولا عن الشر قصروا) .بإذن الله, ألقاكم الجمعة المقبلة,في أمان الله. [email protected]