قبل رمضان قرأت بصحيفة خليجية لكاتب بذيء ، عبارات موغلة بالحقد والبذاءة . تؤجج البغضاء بدلا من أن تزرع روح الحب والمواطنة بين ابناء الوطن في هذه البقعة من أرض العرب حيث الخليج العربي . كم مرة نسأل انفسنا أسئلة ليس عن مهمة الكاتب بل عن رغبة القارئ . كيف يمكن أن يفكر المتلقي وهو يقرأ مثل ذلك ، بل لماذا يقرأ الناس ؟ وجدت الإجابة التلقائية : يقرأ الناس لأسباب عدة ، وكلٌّ حسب ذوقه ، فالبعض يقرأ للاطلاع والثقافة العامة وهذه يجدها في نوعية خاصة من الكتاب ، كاتبنا فهد عامر الأحمدي من أبرزهم . بعضهم يريد جزئية معينة وبعضهم يريد العموميات . القارئ قد يكون يحب السياسة وهناك من الكتاب من يساعده على فهم الأمور وما خلف الكواليس أحيانا ، وربما قد يزيده غموضا ، لكنه سعيد وهو يطلع ويتابع ويجد بعض التفسيرات لما يحدث ، نجد هناك نوعية كبيرة من هؤلاء الكتاب تحتل صفحات الصحف وواجهات التلفزة ولهم جمهور كبير . هؤلاء الكتاب هم من يثرون حصيلة المتلقي سياسيا للأوضاع العامة سواء في المنطقة أو الدولية ، والقارئ يوازن بين ما يحدث وما يقرأ ويسمع . الكاتب الاجتماعي والكاتب المهموم بالشأن الوطني الداخلي والذي ينقل همّ المواطن وما يتعلق بالحياة المحلية للصحافة وهو يضع النور على الكثير من البقع المظلمة كي يتم معالجتها . هذا الكاتب ربما هو أكثر الكتاب له قاعدة شعبية ، قراؤه متعددو الثقافات والاتجاهات لكنهم يلتقون معه من أجل تحسين الخدمات ومناقشة الأمور الاجتماعية والأسرية عامة ، هو محبوب جدا من الناس نتيجة قربه منهم ومن مشاكلهم وحياتهم اليومية .. وهذا معين الكتابة لديه لا ينضب أبدا . هناك الكتاب الجميلون جدا والذين يدخلون متعة على القارئ( من وجهة نظري ) وهم الكتاب في الأدب والفنون وفي تقديم الأعمال الجميلة من القراءات لروايات وقصص ومسرحيات عالمية سواء عربية أو مترجمة .. وغير ما أسلفنا هناك الكثير من تطلعات القراء نحو الكتاب ، ولكن أهم من ذلك هو أن يحصل القارئ على المتعة كلٌّ حسب المتعة التي يريدها سواء في الدراسات السياسية أو الاجتماعية والتحاليل المنطلقة منها . الكتاب يكتبون وهم يضعون في بالهم أن يحصل القارئ الذي تقدم له المادة على : فائدة وعلم ومتعة . أجمل شيء الآن أن الكاتب يقيّم ذاته وقلمه من خلال طرح الجمهور في التعليقات . وهذه التعليقات قد تكون النبض الحقيقي للشارع من خلال مداخلات في غاية النضج أحيانا كثيرة تثري الكاتب وتغريه للعودة مرات عديدة للمواضيع التي سبق وأن كتب عنها . خاصة وأن كثيرا من الأحداث تعيد نفسها مرات كثيرة . القارئ وهو يعلق لا يكون نبض الشارع فقط لكنه أيضا متنفس للشارع .. عودة على بدء إذا كان الكاتب البذيء يستفزنا فلماذا نقرأ له ؟. ذلك حقا ذنبنا كقراء، . لماذا نقرأ لكاتب يغشنا ويضع خلف الضحكات سموم التفرقة والعنصرية ونفخ الذات ؟ لماذا نقرأ لكاتب بذيء رأس ماله البذاءة لتحقيق مكانة بين الناس ؟! المشكلة قد تكون في الفضول ليس إلا ، كما يحدث معي ، أخشى أن هذا الفضول قد يجرنا لساحات مظلمة..