هذه هي إحدى الرقصات الجنوبية القافزة إلى أعلى.. إلى السماء الأكثر رحابة ورحمة.. فاعذروا جنوبياً ضاق صدره وتفجّرت نافورة غضب في رأسه.. من فرط ما يرى وما يسمع في عالمنا العربي اليوم الذي تكتظ ميادين وساحات مدنه بالجموع الهادرة والصاخبة والهاتفة بأصوات مبحوحة نريد الحرية يسقط النظام ارحل.. وفي خضم هذه الفوضى العارمة يأتي صوت الزعيم الغاضب والمتوتر أيها الجرذان سوف أسحقكم «بيت بيت وشارع شارع وزنقة زنقة» ولكن تلك الجموع المطالبة بحريتها لا تتوقف عن زحفها إلى ثكنات الجيش ومخابئ السلاح لتقتحمها وتستولي على البنادق والمدافع والدبابات.. لقد كانوا أكثر حكمة في إيقاف نزيف الدم وصون أرواح شعوبهم قبل أن تحل الكارثة التي حلت بالزعيم الذي يدّعي انه لا وظيفة له إلا متابعة «الجرذان» وقتلهم لقد ايقنت أن المقاومة السلمية.. لا تجدي مع بعض الطواغيت ثقافة أخرى تواجه العنف بالعنف لتورث.. وتوقظ ذلك الحلم القديم الجديد لدى الغرب «الاستيلاء على ثروات الشعوب وخيراتها وبترولها» ولم يتأخر الأمر طويلاً اجتمع اصحاب الياقات البيضاء والوجوه الحمراء اللامعة.. ان العرب يقتلون بعضهم وتلك فرصة لنهب ثروات ذلك البلد الذي حُرم اهله منها واستولى عليها «الاخ القائد» وابناؤه واسرته، ومن سار في ركبه واستبداده.. وشايعه في طغيانه وجاء الغرب ببارجاته وطائراته وقنابله الذكية والغبية ليحرق المدن ويحصد ارواح الابرياء من الجانبين.. وتشتعل الثيران وبدلاً من مقاومة الغزاة الطامعين.. استمر ملك ملوك افريقيا.. وعميد الزعماء العرب في قتل ابناء شعبه.. انه ما زال يتابع “الجرذان” كما يزعم من مدينة إلى مدينة ومن زنقة الى زنقة.. وطائرات العدو مباح لها ان تقصف مقراته وتقتل ابنه واحفاده.. وتحصد الاخضر واليابس.. في باب العزيزية.. الذي لم يعد عزيزاً على احد فينسل اعوان الزعيم الأوحد ووزراؤه واحداً تلو الآخر هرباً من المحرقة التي لم تبق ولم تذر. ** هذا الطاغية الذي تنبأ في اجتماع قادة العرب الاخير في «سرت» مسقط رأسه.. بأن الدور سيأتي عليهم واحداً تلو الآخر بعد «صدام حسين» جاء دوره سريعاً.. وربما يكون الاول الذي اجتمع زعماء العالم غرباً وحتى شرقاً على خلعه وتنحيه عنوة وغصباً.. اما من كان قبله فقد رضخوا لإرادة شعوبهم وتنحى من تنحى.. ورحل هارباً من رحل.. لقد كانوا اكثر حكمة في ايقاف نزيف الدم وصون ارواح شعوبهم قبل ان تحل الكارثة التي حلت بالزعيم الذي يدّعي انه لا وظيفة له إلا متابعة “الجرذان” وقتلهم.. وفاتحاً سماء بلاده وشواطئ بحاره لأعداء الامة والطامعين في خيرات أرضه.. ولا أزيد.