استعرضت المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، التابعة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تجربتها المميزة في دعم القطاع الخاص في مجال توظيف المدخرات وتعظيمها من أجل مساعدة الأفراد على أداء فريضة الحج، وذلك خلال ندوة خاصة بعنوان "تعبئة المدخرات والإدارة الفاعلة للحج"، عقدت على هامش فعاليات الاجتماع السنوي ال 39 لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس البنك, وذلك في فندق الهيلتون بجده . وسلطت الندوة الضوء على تجربتها في تلبية الطلب على خدمات الحج والعمرة من قبل الماليزيين وتمكينهم من أداء فريضتي الحج والعمرة، وذلك من خلال شركة تابونغ حجي في ماليزيا، وهي مشروع مشترك بين مؤسسة تنمية القطاع الخاص وشركة ثيتا ايدج بيرهاد، التابعة لشركة ليمباغا تابونغ حجي من أجل تقديم خدمات الحج والعمرة في دولة ماليزيا . وأوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص خالد العبودي, أن تمكين الأفراد من الحصول على الموارد المناسبة لأداء مناسك الحج والعمرة، يمر عبر دعم القطاع الخاص وتشجيعه على إنشاء مؤسسات قادرة على مساعدة الأفراد في تعبئة مدخراتهم والحصول على عوائد منها, مؤكداً أن الإسلام قدم منصة متينة للأخوة الإنسانية يتساوى فيها جميع بني البشر، وأن هذا التكافؤ الاجتماعي يتحقق عند تحقيق فرص المساواة الاقتصادية للأفراد بغض النظر عن أصولهم, مفيداً أنه إذا كان الجميع له حق في أداء مناسك الحج، فعلى القادرين مساعدتهم وتذليل الصعوبات التي تقف أمامهم، بل والعمل من أجل زيادة أعداد الأفراد من أبناء الأمة الذين يتوقون لأداء هذه الفريضة . وأشار إلى أن المشروع المشترك "تابونغ حجي", يتغلب على إحدى أهم الإشكاليات التي تعتري آليات السوق الحرة الحالية، وهي أن العرض والطلب مرتبطان بالقادرين على شراء السلع، وليس بالضرورة بمن هم في حاجة لها، مبيناً أن ذلك ينطبق على خدمات الحج والعمرة, والتي لا يستطيع الكثير من محدودي الدخل والفقراء الحصول عليها . وأفاد العبودي, أن ادخار الدخل يسهم في التميز بشكلٍ عام، ويساعد الأسر على الادخار للمستقبل من أجل التعليم أو الحالات الطارئة على سبيل المثال، مع إتاحة سرعة الوصول إلى المدخرات متى ما احتاج إليها الفرد، منوهاً أن ذلك يوفر تكلفة المعاملات، والانتظار في الصفوف، ويختصر على المستفيدين الوقت المستغرق في ملء الاستمارات ذات العلاقة . وأبان الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص, أن الاستثمار للحج بات بحاجة لترتيب مؤسساتي جديد، حيث يلجأ المسلمون للطرق التقليدية ليتمكنوا من أداء الحج أو العمرة في بعض الحالات، مثل بيع الأملاك، مما يسبب لهم معاناة كبيرة بعد الحج، من حيث عدم الاستقرار المالي. من جهته قدم محمد فردوس أحمد ياتم، من شركة ليمباغا تابونغ حجي، عرضاً عن الشركة، مشيراً إلى أن تعبئة الادخار يمكن أن تسهم جدياً في توفير فرص متكافئة للحج بتكلفة أقل . وأكد أن على المؤسسات المالية متعددة الأطراف تقديم أنواع متعددة من الدعم في هذا المجال منها: تمويل المشاريع، وتقديم القروض، والدعم الغير مباشر، وكذلك مساعدة العملاء عبر ضمان ملاءة مالية قوية، ووضع سياسات متينة للمخاطر، إضافة إلى تبادل التجارب بين البلدان أو تقديم دعم مالي للمستثمرين.