دخلت حملة الترهيب الاسرائيلية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية يومها السادس امس، وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته الأمنية الواسعة في أنحاء الضفة الغربية، في إطار محاولاته للعثور على الشبان الثلاثة المخطوفين، وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله امس بتدخل دولي لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ونشر الجيش الاسرائيلي تعزيزات عسكرية في الضفة الغربية، تعد الاكبر منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2005؛ بحثا عن الشبان الثلاثة، لكن نتانياهو أقر بأن عمليات البحث المكثفة "قد تستغرق بعض الوقت". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية امس الخميس أنه تم اعتقال حوالي 30 مطلوبا، وتفتيش نحو 80 مبنى، بالإضافة إلى مداهمة 14 مؤسسة مدنية لحركة حماس، ومن ضمنها مقر نقابة الطلاب في جامعة بيرزيت، حيث تمت مصادرة معدات ووثائق مختلفة. وقال مصدر عسكري: إن قوة إسرائيلية تعرضت لإلقاء عبوتين ناسفتين في مخيم جنين دون وقوع إصابات، كما وقعت مواجهات بين قوات إسرائيلية وفلسطينيين في منطقة بيت لحم، كما تبادل الجيش الإسرائيلي إطلاق النار مع فلسطينيين امس في أشرس اشتباكات تشهدها شوارع الضفة الغربية منذ بدء البحث عن ثلاثة مراهقين إسرائيليين مختفين منذ أسبوع. وقال مسؤولو مستشفى: إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بأعيرة نارية في الاشتباكات التي جرت الليلة قبل الماضية في جنين معقل النشطاء، والتي شهدت معارك سقط خلالها قتلى إبان الانتفاضة الفلسطينية قبل عشر سنوات. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان: إن نحو 300 فلسطيني بعضهم "قذفوا المتفجرات وفتحوا النار"، واجهوا الجنود الذين دخلوا جنين بحثا عن الشبان الثلاثة المختفين. من جهتها، قالت مصادر في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "سيختبر بأفعاله وليس بأقواله، وبالجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لإعادة الشبان المخطوفين". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية امس الخميس عن المصادر القول: إن الاختبار الحقيقي الذي يواجهه عباس هو إلغاء الاتفاق مع حركة حماس. عقاب جماعي من جهته، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله امس بتدخل دولي لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. واتهم الحمدالله، في بيان صحفي عقب لقائه في رام الله المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سيكه، إسرائيل بممارسة "عقاب جماعي" بحق الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة. كما حث الحمدالله على تدخل دولي للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، خاصة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 57 يوما. وشدد على ضرورة إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي، وبشكل خاص اتفاقية جنيف الرابعة، وإلغاء قانون الاعتقال الإداري الذي تفرضه ضد الفلسطينيين. وأكد الحمدالله تمسك الفلسطينيين بحل الدولتين، وأن المصالحة ضرورة فلسطينية ملحة لتوحيد الوطن وصولا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس. رفض مصري وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية امس الخميس رفضها للعمليات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعبرت الخارجية في بيان امس عن قلقها البالغ من تداعيات استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتوسيع نطاق أهدافها بما يؤدي إلى مزيد من الخسائر والإصابات بين الفلسطينيين، لا سيما عمليات القصف وهدم المنازل والملاحقات والاعتقالات، الأمر الذى يزيد من هشاشة الأمن والاستقرار، ويدفع إلى تنامي المواجهات والعنف ويعرقل جهود السلطة الوطنية الفلسطينية الرامية إلى تثبيت الأوضاع الأمنية. وجددت وزارة الخارجية دعوتها للسلطات الإسرائيلية للالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، والحيلولة دون تردي الأوضاع بشكل غير مبرر وخروجها عن السيطرة. وحملت في نفس الوقت السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن العواقب التي قد تنجم عن الإجراءات والعمليات العسكرية الجارية، كما أكدت دعمها التام للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية ومساعيها الجادة للحد من التدهور الجاري بشتى الوسائل، حتى يتسنى لها العمل على تحقيق المتطلبات الأساسية للشعب الفلسطيني.
غارات على غزة ونفذت طائرات حربية اسرائيلية الليلة قبل الماضية اربع غارات على مواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة، حسب ما افاد شهود ومصادر طبية فلسطينية، فيما اعلن الجيش الاسرائيلي ان الغارات جرت اثر اطلاق صواريخ على اسرائيل. وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح في هذه الغارات التي استهدفت مخيمي تدريب لحركة حماس، ومركزا لأجهزة الامن في مدينة غزة، ومركزا امنيا سابقا في مخيم جباليا للاجئين، بحسب المصادر. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش: انه تم اطلاق خمسة صواريخ الاربعاء من قطاع غزة. وأوضح في بيان انه "ردا على ذلك استهدف الطيران الاسرائيلي مواقع انشطة وبنى تحتية ارهابية لإطلاق الصواريخ في شمال قطاع غزة، وموقعين آخرين للانشطة الارهابية في وسط هذه المنطقة". وكانت متحدثة عسكرية اسرائيلية اعلنت مساء الاربعاء سقوط صاروخين اطلقا من قطاع غزة في جنوب اسرائيل، اصاب احدهما منزلا بأضرار، فيما سقط الثاني في منطقة غير مأهولة. وأكد مصدر طبي فلسطيني ان "ثلاثة مصابين وصلوا الى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)، اثر اصابتهم بشظايا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت موقعا في جباليا". وقال مصدر امني: ان "طائرات الاحتلال الاسرائيلي اغارت على موقع ابو جراد الامني، قرب منطقة المغراقة (جنوب غرب مدينة غزة)، وموقع للمقاومة في شرق حي الزيتون (شرق المدينة)، ما ادى الى وقوع اضرار، ولم يتم تسجيل اصابات". وأوضح ان غارة مماثلة "استهدفت موقعا للمقاومة في منطقة الشيخ زايد قرب جباليا" في شمال قطاع غزة. وذكر شهود ان الموقع المستهدف في شرق حي الزيتون يتبع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وكان خاليا من الاشخاص عندما تعرض للقصف الجوي. وأضاف الشهود: ان غارة جوية استهدفت موقع تدريب عسكري في منطقة الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة. وبحسب آخر حصيلة للجيش الاسرائيلي، سقط نحو مئتي صاروخ وقذيفة في اسرائيل اطلقت من قطاع غزة منذ مطلع العام الجاري. وسُجل تراجع ملحوظ في الهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة من قطاع غزة خلال الاشهر الماضية، حيث تعمل حماس على منعها بعد التوصل الى تهدئة مع اسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.