بما أن الأجواء الاقتصادية وأروقة الأعمال تتحدث بنهم عن موضوع سلم النطاقات الذي تفضل به مكتب العمل, أحب أن أذكر وانتهز الفرصة في التحدث عن (ذات النطاقين) السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وهي المرأة ذات المكانة العظيمة في الإسلام وذات الشجاعة النادرة والبطولة، وسبب ذكري لها هو أنها كانت قمة في الصبر والعطاء في داخل منزلها وخارجه وفي المقابل نجد أن النساء العاملات في وقتنا الحالي تنتهك أوقاتهن من قبل أصحاب الأعمال بشكل مبالغ فيه حتى أن المرأة تعمل في مكان العمل لمدة ثمانية إلى تسع ساعات بلا رحمة ومن غير تحديد لساعات عمل تناسب طبيعتها, فالمرأة العاملة لها حقوق على نفسها وأسرتها ومجتمعها. وأحب أن أستشهد من كتاب رؤيتي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا الرجل المبادر ذي الرؤية البعيدة والمبادرات, حين ذكر أن المرأة حينما تعمل فهي أكثر إخلاصا وأشد انتماء وأكثر عطاءً, لكن كل هذا لا يتنافى مع سن أوقات عمل أنسب لها فالمرأة الأم تحتاج لأن تعمل تقريبا خمس ساعات ثم تعود لرعاية أبنائها وتدبير أمور بيتها. وكل ما نطلبه من مكتب العمل أن ينظر مليا وجديا في ساعات عمل المرأة التي تريد أن تسهم في تنمية نفسها ووطنها عبر عمل يناسب فطرتها وأنوثتها. وقد تقابلنا في غرة هذا الأسبوع مع السيدة روبي وهي باحثة أمريكية في شؤون عمل المرأة, والتي استضيفت في صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة, وقد اندهشت جدا حينما تبادلنا معها الحوار واستشعرت منا نحن نساء الوطن كمية حبنا لبلدنا وكذلك حبنا لفطرتنا, وقد بينا لها أننا نحب أن نشارك في دفع عجلة التنمية مع العمل باتزان بحيث نعطي لكل أولوياتنا في الحياة حقها. فالمرأة العاملة لا تطلب المساواة بالرجل بقدر ما تطلب العدل والإنصاف في التعامل والإنسانية في القوانين . دمتم بخير ورضى من الله