قتل 18 مسلحا على الاقل بصواريخ ثلاث طائرات أمريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان حيث تستهدف غارات أمريكية عادة مسلحي القاعدة وطالبان كما اعلن عسكريون. الضربة الاولى أدت إلى مقتل سبعة مسلحين في ساعات الصباح الاولى في منطقة شلم رغزاي على بعد عشرة كلم شمال غرب وانا، اكبر بلدة في الاقليم. وقال مسؤولون باكستانيون انه في الضربة الثانية اطلق صاروخان على منزل في منطقة واشا دانا على بعد 12 كلم شمال غرب وانا. وقال مسؤول أمريكي كبير لوكالة فرانس برس ان «ثمانية متمردين قتلوا حين اطلقت طائرة أمريكية بدون طيار صاروخين على منزل» في ثاني هجوم. وافاد مسؤولون ان التقارير الاولية اشارت الى مقتل بعض المسلحين الاجانب في الهجوم الاول وانه تم استهداف عناصر من حركة طالبان الباكستانية في الضربة الثانية التي وقعت بعد 15 دقيقة من الهجوم الاول. وبعد ذلك قتل ثلاثة مسلحين على الاقل في ضربة صاروخية من طائرة امريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان. وقال مسؤول عسكري كبير رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان «طائرة امريكية بدون طيار اطلقت صاروخين على سيارة للمتمردين ما ادى الى مقتل ثلاثة متمردين». ووقعت هذه الضربة في دراي نيشتار في اقليمجنوب وزيرستان القبلي على بعد 30 كلم من الضربتين السابقتين. وكانت الضربة الاولى استهدفت مجمعا قرب مدرسة دينية جنوب منطقة غواكوا حيث قتل القائد الكبير في شبكة القاعدة الياس كشميري قبل ايام بحسب ما اشارت تقارير. وفي حال التثبت من مقتل كشميري الضالع في العديد من الاعتداءات في باكستان والذي يشتبه بأنه خطط لاعتداءات ومحاولات اعتداءات في الهند وعدد من الدول الغربية فستكون هذه اكبر نكسة لتنظيم القاعدة منذ مقتل زعيمها في 2 مايو في هجوم شنته وحدة كوماندوس أمريكية في شمال باكستان. والقيادي البالغ من العمر 47 عاما كان مطلوبا لدى الولاياتالمتحدة التي تعرض مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لقاء اي معلومات تساعد في تحديد موقعه، وهو متحدر من منطقة كشمير المتنازع عليها بين باكستان والهند. وتعتبر الولاياتالمتحدة المناطق القبلية في شمال غرب باكستان اخطر منطقة في العالم وتقول انها مقر لشبكة القاعدة فيما اقامت طالبان وشبكات اخرى مرتبطة بالقاعدة مراكزها هناك ايضا. ورغم ان واشنطن لا تؤكد شن ضربات بطائرات بدون طيار، الا ان جيشها وعناصر وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية «سي اي ايه» هم الوحيدون الذين لديهم هذه الطائرات في المنطقة. عملية قتل زعيم القاعدة أثارت انتقادات شديدة للمؤسسة الأمنية في باكستان حيث اتهمت أجهزة استخباراتها بعدم الكفاءة وبالتواطؤ بعدما تبين أن زعيم القاعدة كان يقيم قرب مدرسة عسكرية. وغارات أمس الاثنين هي العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة التي تشنها الطائرات الامريكية بدون طيار منذ مقتل زعيم القاعدة في 2 مايو، فيما تطالب اسلام اباد بدون جدوى حليفتها واشنطن بوقف هذه الهجمات التي تعتبرها انتهاكا لسيادتها. فقد دعا البرلمان الباكستاني الى وقف الضربات الصاروخية الامريكية وطالب بعدم تكرار العملية التي ادت الى مقتل زعيم القاعدة رغم ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يقول ان لديه الحق في التحرك مجددا. وباكستان هي في واجهة الحرب الامريكية على طالبان والقاعدة وقد أدت الهجمات التي تشنها طالبان عبر انحاء البلاد الى مقتل اكثر من 4400 شخص في السنوات الاربع الماضية. والاحد قتل 24 شخصا على الاقل في تفجيرين في شمال غرب البلاد، الاول استهدف محطة باصات قرب مدينة بيشاور وأدى الى مقتل ستة أشخاص والثاني أدى الى مقتل 18 شخصا في مخبز في المدينة الحامية نوشهرا. وعملية قتل زعيم القاعدة اثارت انتقادات شديدة للمؤسسة الامنية في باكستان حيث اتهمت أجهزة استخباراتها بعدم الكفاءة وبالتواطؤ بعدما تبين ان زعيم القاعدة كان يقيم قرب مدرسة عسكرية. والضربات الصاروخية الامريكية لا تحظى بتأييد لدى الرأي العام الباكستاني المعارض بشدة تحالف الحكومة مع واشنطن الذي تأثر كثيرا بعد العملية ضد زعيم القاعدة . لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون ان الضربات الصاروخية أدت إلى اضعاف شبكة القاعدة إلى حد كبير واسفرت عن مقتل قادة بارزين بينهم قائد حركة طالبان الباكستانية سابقا بيعة الله محسود. وقد تضاعف عدد الضربات الصاروخية في المنطقة السنة الماضية وتم تنفيذ اكثر من مئة ضربة صاروخية ما ادى الى مقتل اكثر من 670 شخصا مقارنة مع 45 ضربة ادت الى مقتل 420 في العام 2009 بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.