قتل سبعة أشخاص، وأصيب آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة أمس في وسط مدينة حمص وسط البلاد، فيما سيطرت قوات المعارضة على قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، في وقت استمر فيه النظام بإلقاء البراميل المتفجرة على المدن والبلدات السورية، وجاء في شريط إخباري عاجل على شاشة التلفزيون الرسمي السوري «استشهاد سبعة مواطنين، وإصابة آخرين في حصيلة أولية للتفجير الإرهابي بسيارة مفخخة في وادي الدهب»، وسط ثالث كبرى مدن سوريا، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، في بريد إلكتروني إلى أن الحي تقطنه غالبية من العلويين، وقال: إن دوي الانفجار كان ضخما، ووقع بالقرب من دوار مساكن الشرطة في الحي، وتسبب بالإضافة إلى الضحايا، بأضرار مادية كبيرة. وتسيطر قوات النظام السوري منذ بداية مايو على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب حوالي ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة، بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات، إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الأحياء، واستهدفت أحياء علوية عدة ومناطق أخرى قريبة من النظام في ريف حمص خلال الأسابيع الأخيرة بتفجيرات سيارات مفخخة، وقتل 12 شخصا على الأقل في 25 مايو، في تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا حي الزهراء في المدينة، بعد أيام من مقتل مئة شخص في تفجيرين آخرين في الحي نفسه، وتبنت جبهة النصرة هذه التفجيرات، إلى شمال المدينة، قتل منذ الأربعاء 18 مقاتلا معارضا من كتائب إسلامية معارضة بينها جبهة النصرة خلال معارك مع قوات النظام في محيط قرية أم شرشوح في ريف حمص التي كان المعارضون استولوا عليها، ونفذ الطيران الحربي غارة على أم شرشوح أمس ترافق مع قصف على مناطق عدة في القرية، وأفاد المرصد السوري: «سيطرت جبهة النصرة والكتائب الإسلامية على قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، عقب تفجير سيارة مفخخة فجر الأربعاء، تلاها اشتباكات عنيفة أدت لاستشهاد 16 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية، إضافة لمقتل مقاتلين اثنين على الأقل من مقاتلي جبهة النصرة، خلال هذه الاشتباكات». وتسيطر قوات النظام على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق أخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر. غارات واشتباكات ميدانيا أيضا، وفي حلب شمالي البلاد ذكر مركز صدى الإعلامي أن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف النظام خلال اشتباكات مع الجيش الحر، الذي استعاد السيطرة على عدة نقاط في خان طومان، وتحرير منطقة المقلع بحلب، فيما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، وفق ما أفاد مركز حماة الإعلامي، ما أدى لسقوط قتيلين وعدد من الجرحى تحت الأنقاض. وأضاف ناشطون: ان غارات جوية للطيران الحربي استهدفت مدينة مورك بريف حماة، كما جرت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط المدينة. وفي دير الزور (شرقي سوريا) قالت الهيئة العامة للثورة: إن قوات النظام قصفت أحياء عدة في المدينة، وأفادت الهيئة أن اشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة شهدتها الجهة الغربية لحيي الحويقة والرشدية، بينما قال التلفزيون السوري: إن عددا من المسلحين قتلوا إثر تدمير مواقعهم في حي الجبيلة بدير الزور، وفي درعا استهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة الغارية الشرقية بريف درعا، وأفاد ناشطون أن غارة جوية شنت على عدة بلدات في ريف درعا شملت تسيل ونوى وعدوان. في المقابل، استهدف الجيش الحر بالرشاشات الثقيلة تجمعات لقوات النظام في محيط بلدة نوى بريف درعا، وفي ريف دمشق، قتلت سيدة وأصيب عدد من المدنيين جراء غارات جوية على بلدة كفر بطنا. وذكرت ناشطون أن قوات النظام استهدفت بالبراميل المتفجرة حي جوبر بدمشق، كما ذكر ناشطون أن الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون تجمعات لقوات النظام على طريق بلدة زبدين بريف دمشق الشرقي. هجوم على مخيم وفي لبنان أقدمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلادة الشام) على إطلاق النار على مخيم للنازحين السوريين في منطقة عرسال شرق لبنان، فقتلت شخصاً وجرحت آخر، وخطفت شخصين آخرين، من بلدة قارة في منطقة القلمون السورية، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية الخميس، أن مجموعة مسلحة تنتمي إلى «جبهة النصرة» أطلقت النار ليل الأربعاء الخميس على مخيم للنازحين السوريين في وادي حميد في عرسال، بقصد خطف رهائن للابتزاز، وتابعت الوكالة أن المعتدين تسببوا بمقتل السوري أحمد محمد البدوي/31 عاما/، وإصابة مجد بدوي الذي نقل إلى المستشفى الميداني في عرسال. وأشارت الوكالة إلى أن المجموعة المسلحة خطفت عاطف ومحمود بدوي، والنازحين المعتدى عليهم هم من بلدة قارة في منطقة القلمون السورية. إفراج على صعيد آخر، أفرجت سلطات النظام السوري عن ابنة معتقل سياسي بارز في إطار العفو الذي أصدره بشار الأسد هذا الأسبوع، بعد أيام على إعادة انتخابه، بحسب ما أفاد محام ناشط في حقوق الإنسان لوكالة فرانس برس. في غضون ذلك، ما زال مصير عشرات الآلاف من الذين يتوقع أن يشملهم العفو غير معروف، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، عن مقتل 14 شخصا على الأقل الأربعاء في المعتقلات «تحت التعذيب»، وقال المحامي ميشيل شماس في اتصال هاتفي مساء الأربعاء: «تم الإفراج عن رنيم معتوق، تحدثت إليها منذ بعض الوقت»، وكتب المحامي الحقوقي أنور البني على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك إنه تم الإفراج مساء الأربعاء عن أربع معتقلات فقط، من سجن عدرا للنساء بينهم رنيم معتوق (...) ووصلت إلى البيت، ورنيم هي ابنة المحامي خليل معتوق، أحد أبرز الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، والمعتقل منذ أكتوبر 2012. ويقول المرصد السوري، وناشطون: إن الظروف الإنسانية في السجون بالغة السوء، وإن المعتقلين يتعرضون لتعذيب يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة العديد منهم.