حافظ المقاتلون الجهاديون على زخم هجومهم في العراق وتقدموا نحو مناطق تبعد اقل من 100 كلم عن شمال العاصمة، في وقت ابدت بغداد انفتاحها على فكرة ضربات جوية اميركية لصد هذا الزحف المباغت، ودعا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) جنوده إلى الزحف إلى العاصمة العراقيةبغداد، وأكد في الوقت نفسه أن «تصفية الحساب» مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ستكون في كربلاء والنجف، حيث المراقد المقدسة، وأفادت الأنباء الواردة من العراق، باندلاع اشتباكات بين مسلحين من «داعش» وقوات حرس البشمركة في دهوك قرب الحدود مع نينوى، وعلى تخوم سامراء, واشار البيت الأبيض إلى أن الضربات الجوية ليست على رأس أولوياته لأنه يبحث ما قد يفعله لمساعدة الحكومة العراقية. ووجه أبو محمد العدناني، الناطق باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يُعرف ب «داعش» رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أكد فيه على اقتراب ما وصفه ب «تصفية الحساب»، معلنا عن مقتل «أبو عبدالرحمن البيلاوي الأنباري» أحد قياديي التنظيم و اليد اليمنى لأبو مصعب الزرقاوي، في الوقت الذي استنفر فيه مقاتليه بالسير إلى العاصمة العراقيةبغداد. وقال العدناني في كلمة بثتها صفحات تستخدمها داعش لتمرير بياناتها على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: «هذه رسالة إلى الأحمق نوري ماذا فعلت بقومك يا أحيمق وما احمق منك إلا من رضي بك رئيسا وقائدا تبقى بائع ملابس داخلية مالك وللقيادة السياسية والعسكرية لقد أضعت على قومك فرصة تاريخية بالسيطرة على العراق، حقا إن بيننا تصفية للحساب صدقت وانت الكذوب حساب ثقيل طويل ولكن تصفية الحساب لن يكون في سامراء أو بغداد وإنما في كربلاء والنجف وانتظروا». وتابع قائلا: نزف لجنودنا ولأنصار الدولة الإسلامية في كل مكان نبأ استشهاد زعيم من زعمائها وقائد من قادتها عدنان إسماعيل نجم أبو عبدالرحمن البيلاوي الأنباري، فيا رب اجعل في الجنان مقامه.. نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا، من المجاهدين السابقين ضد الصليبيين على أرض الرافدين.. حل عنده أبو مصعب الزرقاوي فكان خير انصاري لخير مهاجر فلزمه وصاحبه قرابة ثلاث سنين، فنهل من عقيدته وتشرب من منهجه وكان ساعده الأيمن حتى ابتلاه الله بالأسر عند الصليبيين.. وكان المخطط في المعارك الأخيرة في الأنبار ونينوى وصلاح الدين والعقل المدبر لهذه الفتوحات والانتصارات الأخيرة. وخاطب العدناني مقاتلي داعش حيث قال: أما أنتم يا جنود الدولة الإسلامية فسيروا على درب أبي عبد الرحمن شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه لا يدوسه الروافض ثانية إلا على أجسادكم وأشلائكم وازحفوا إلى بغداد الرشيد بغداد الخلافة فلنا فيها تصفية حساب صبحوهم على أسوارها ولا تدعوهم يلتقطوا الأنفاس وكونوا على يقين بنصر الله فإن الروافض أمة مخذولة حاشا لله أن ينصرهم عليكم وهم مشركون عبدة البشر والحجر. واشنطن ترفض وأعربت الحكومة العراقية، عن رغبتها في أن ينفذ الجيش الأمريكي غارات جوية ضدّ المتشددين الإسلاميين. وقال مسؤولون أمريكيون: إنّ بلادهم تنظر إلى الوضع على أنه «طارئ جدا» وأنها تدرس سبل الدعم الأخرى التي يمكنها أن توفرها للحكومة العراقية، زيادة على الأسلحة والمركبات التي زودتها بها. وجزء من هذا الدعم سيكون إمداد الحكومة العراقية بمعلومات استخباراتية يمكنها استخدامها لتعقب «داعش». كما يمكن أن يكون من ضمن المساعدة عمليات تدريب ونشاط «متحرك» وفقا لما علمت CNN من مسؤولين أمريكيين، لكنهم لم يشيروا إلى ما إذا كانت الخيارات تتضمن غارات جوية. وأوضح مسؤول أمريكي أنّه من الواضح أن الوضع الأمني في العراق شهد ترديا كبيرا ولكن واشنطن تعتقد أنّ ذلك يعود لعدة أسباب من ضمنها أن القوات العراقية ظلت حبيسة نجاح محدود ضدّ «داعش» في محافظة الأنبار . وقال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى تعزيز القوات العراقية لمساعدتها في التعامل مع المسلحين بدلا من توجيه ضربات جوية أمريكية. واشار البيت الأبيض إلى أن الضربات الجوية ليست على رأس أولوياته لأنه يبحث ما قد يفعله لمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة الهجوم الذي اكتسب قوة من الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. وقالت بيرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الابيض في تعليق ارسل بالبريد الإلكتروني: «بينما يبحث فريق الأمن القومي دائما عددا من الخيارات فإن التركيز الحالي لمحادثاتنا مع حكومة العراق واعتبارات سياساتنا هو بناء قدرة العراقيين على ان يواجهوا بنجاح تهديد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام». وامتنع المسؤول عن تقديم تفاصيل بشأن ما الذي قد تفعله الولاياتالمتحدة لمساعدة العراق مكتفيا بقول ان الادارة «تبحث عددا من الطلبات». وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت في البداية نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار ان العراق لمح إلى أنه سيسمح للولايات المتحدة بشن هجمات جوية على أهداف لمتشددي القاعدة في العراق. ومن ناحية أخرى قالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب سرا من إدارة أوباما أن تبحث توجيه ضربات جوية على مناطق المتشددين مع تصاعد خطر المسلحين السنة في الشهر الماضي. وقال مسؤول عراقي لرويترز: إن العراق يريد الضربات الجوية الأمريكية لكنه يعتقد أن إدارة أوباما لا ترغب في القيام بذلك. وقال المسؤول: إن مثل هذه الضربات ستتم بموجب اتفاق اطار استراتيجي وقعته الولاياتالمتحدةوالعراق في عام 2008. وأضاف المسؤول أنه بموجب هذا الاتفاق يمكن لقوات أمريكية محدودة ان تشن مثل هذه الهجمات. لكن المسؤول قال: إنه لا يعتقد أن الأمريكيين لديهم أي اهتمام بمثل هذا الالتزام الكبير. ونقلت نيويورك تايمز عن خبراء أمريكيين زاروا بغداد في وقت سابق هذا العام قولهم ان زعماء عراقيين أبلغوهم انهم يأملون في استخدام القوة الجوية الأمريكية لضرب نقاط التجمع والتدريب للمتشددين داخل العراق ومساعدة القوات العراقية في منعهم من عبور البلاد إلى سوريا. وامتنع البيت الابيض عن تأكيد أي من تقريري الصحيفتين. وقالت ميهان: «لن نخوض في تفاصيل مناقشاتنا الدبلوماسية لكن حكومة العراق أوضحت انها ترحب بأن نقدم دعما». واضافت ميهان قائلة في بيان: قمنا بتسريع شحنات المعدات العسكرية منذ بداية العام وزيادة تدريب قوات الامن العراقية وعملنا بشكل مكثف لمساعدة العراق في تنفيذ نهج متكامل للتصدي لهذا التهديد الارهابي... مساعداتنا شاملة ومستمرة وستزيد. وقال مسؤول أمريكي سابق عمل في قضايا العراق: إن إدارة أوباما ترى أن العراق ليس نزاعا يؤثر على الولاياتالمتحدة بطريقة مباشرة وان واشنطن يجب ان تبتعد عن توريط نفسها فيه مباشرة. وشكك مسؤول أمريكي آخر تحدث إلى رويترز شريطة عدم الافصاح عن اسمه في جدوى استخدام طائرات بدون طيار قائلا انه قد لا يتسنى نشرها بفاعلية في توقيت مناسب للقضاء على الأزمة الحالية في العراق.
انسحاب من الأنبار أفاد مصدر عشائري في قضاء القائم بمحافظة الأنبار غرب العراق بأن قوات الجيش انسحبت من الشريط الحدودي بين العراق وسورية غربي المحافظة، موضحا أن العشائر شكلت قوة بمساندة الشرطة المحلية لحماية الحدود. وقال المصدر في تصريح ل «السومرية نيوز» إن قوات الجيش الموجودة على الشريط الحدودي بين العراق وسورية قرب قضاء القائم غرب محافظة الأنبار انسحبت مساء أمس من دون معرفة الأسباب. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عشائر القضاء وبمساندة الشرطة المحلية شكلت قوة لحماية الشريط الحدودي ومنع تسلل المسلحين من خلاله. ويشهد العراق تدهورا أمنيا ملحوظا بعد سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها. والأنبار هي أكبر محافظاتالعراق من حيث المساحة حيث تشكل ما يعادل ثلث مساحة البلاد، ويسكنها حوالي مليوني شخص.