بأحلامهم الصغيرة بأمنياتهم البسيطة بنفوسهم الكبيرة وبإرادتهم العظيمة هكذا هم ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يجعلونك تقف مشدوها تسيطر عليك الدهشة وكأنما اللحظة قد أوقفت عقارب الساعة من مواقفهم التي تضاهي قمم الجبال ومن تصميمهم الذي ينحت الصخر ومن ثباتهم الذي يفوق الفولاذ قوة وتحملا. كقمة في الجبال كغيمة في الصحاري كنسمة في السهول هم بكل تفاصيلهم الجميلة ، لقد اثبتوا وبواقع لا يقبل الشك تأثيرهم الايجابي في حياتهم وفيمن حولهم وفي مجتمعاتهم بشكل مذهل . عن أحد هؤلاء أحدثكم فلقد ذكر لي أحد الزملاء وهو مدير لأحد المراكز الانتخابية في إحدى بلدات الأحساء الشمالية أنه دخل إليهم ذات مساء رجل في الخمسين من عمره على كرسي متحرك وهو مبتور القدمين من فوق الساق ويظهر على ملامحه الإعياء والتعب ويبدو على هيئته العوز والفقر يقول زميلي وبعد أن أكملنا إجراءات تسجيل هذا الناخب قال : أتيت هنا لأسجل ولكن لي طلب واحد وهو أن تخبروني من هو المرشح الذي سيحقق أمنيتي بإنشاء حديقة في حينا لأنتخبه ، أريد أن يستفيد من هذه الحديقة جميع من في الحي بمن فيهم أنا ، أتمنى أن اخرج إليها فترات عديدة من اليوم لأتحرك وأتنزه فيها بهذا الكرسي أنا وأسرتي البسيطة لتنشرح صدورنا فرحة وراحة وسرورا. أتيت هنا لأسجل ولكن لي طلب واحد وهو أن تخبروني من هو المرشح الذي سيحقق أمنيتي بإنشاء حديقة في حينا لأنتخبه أريد أن يستفيد من هذه الحديقة جميع من في الحي بمن فيهم أنا ، أتمنى أن اخرج إليها فترات عديدة من اليوم لأتحرك وأتنزه فيهاولي حول هذا الموقف وقفات وتأملات فهذا الرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة كان ايجابيا بالرغم من ظروفه الصحية الخاصة فلقد تقدم للمركز الانتخابي ليدون ويسجل اسمه كناخب ليسهم في صنع القرار بينما كم من الأصحاء بمختلف فئاتهم ابتعد عن التسجيل وأصبح بوقا نشازا وذا موقف سلبي مع من حوله تجاه الانتخابات ، وهذا الرجل المقعد حينما قدم للتسجيل لم يطلب حاجة شخصية أو مطلبا خاصا كما أنه لم يطالب بإنشاء كوبري أو نفق أو مركز حضاري أو نصب تذكاري أو معلم معماري لكن كل ما كان يطالب به حديقة للحي الذي يسكنه . إنني أتوجه بهذه الأمنية البسيطة وبهذا الحلم الصغير من هذا الرجل المقعد إلى أمين الأحساء الذي نعرف عنه التميز والمبادرة فلقد حقق الأمنيات والأحلام الكبيرة لأهالي الأحساء فليته يحقق حلم هذا الناخب المسجل في المركز الانتخابي رقم 175. [email protected]