ذات صباح متفائل من عام 1999خرجت في رحلتي التدريبية الأولى لتعلم قيادة السيارة في البحرين العزيزة في عز الصيف وتحت حرارة الخليج الملتهبة وأنهيت ساعاتي التدريبية وانا أصدق إحساسا ( ليس له سالفة ) بأني عما قريب سأقود سيارتي في بلادي وكأني كنت أسمع صوتا يقول لي إن المملكة تنتظر أملا لتحصل على الرخصة لتعلن عن السماح للنساء بالقيادة وهذا هو التفاؤل عندما يكون في أقصى حالاته وفي العادة إذا لم يتحقق ما تفاءلنا به وله قد يتحول التفاؤل إلى شيزوفرينيا حيث تتعالى الأصوات في رأس المريض ويستجيب لها حتى لو كانت تأمر بالقتل ولكن الصوت الذي ظل يتردد في رأسي هو قريبا ستقودين السيارة والحمدلله أن الصوت لم يطلب مني أن أقتل السائق . ومر عام تلو عام وانا أحمل رخصة سوق كما يسمونها في البحرين أحملها في محفظتي التي تلازمني في كل مكان منذ عام 1999 وحتى عام 2009 أي 19سنة والأمل يرافقني في أن أصحو يوما وأذهب إلى عملي معتمدة على نفسي وعندما أريد الخروج في وقت آخر غير الذي حددته للسائق لن أضطر لانتظاره ،ولكن اليأس انتصر علي بعد 19سنة خدمة عند التفاؤل !! فوقفت ذات يوم وأمسكت بالرخصة البحرينية وأخرجتها برفق ووضعتها في مكان أمين لأطل عليها من حين لآخر وأنا أردد ما تقوله ماجدة الرومي : (ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي ) وأنا أتساءل متى يحين الوقت لاستبدالها بالرخصة السعودية لأن الرخصة كما يبدو محلها القلب وليس الجيب إلا في حالة لوكان الجيب أجنبيا كجيب السيدة جرولين أوجروليس وهي سيدة أمريكية حصلت على الرخصة السعودية الرسمية وليست الأرامكوية وصادرة من رأس تنورة وكان هذا في عام 1404 . عندما رأيت صورة الرخصة الخاصة بجرو- وهذا اسم الدلع لها -حزنت فهي رخصة مكتملة المواصفات حتى الأختام الحمراء أنارت البطاقة لدرجة ان قراءة الاسم التبست علي فالواضح انها بنت ريموس الشقراء التي زينت صورتها سطح البطاقة وكفى وأنا أعلم بأنها كانت تقود السيارة داخل حدود الشبك وفي الظهران شبك مماثل تقود السيارة فيه الشقراوات والسمراوات بنات الوطن وتساءلت هل المنع للفكرة نفسها أو انه منع يقتصر على بنات الحمايل ؟!!! والممانعون يخافون من ان تتكشف الأحساب والأنساب ويأخذنا هذا لا سمح الله لحرب قبلية قد يكون اسمها حرب الكورولا والمرسيدس ننافس فيها حرب داحس والغبراء والحقيقة انه لم يتضح لي شيء من اسباب المنع إلا سؤال يبحث عن إجابة وماذا لو كنفر البشر !! أقصد بنشر الكفر هل يصح أن( تتمصع ) بنات الحمايل بحمل الكفر والعفريته وفك البراغي ووجدت ان الإجابة هي بالسؤال التالي وماذا لو بنشر الكفر وانا مع السائق سأتصل بأحد ليقلني وان لم أجد سأستخدم ليموزين وان لم اجد سأختار ركنا قصيا انتظر فيه حتى ينتهي فأي الخيارات أفضل ؟ والإجابة أتركها لكم . ومع كل هذا لازال هناك بصيص أمل يلوح فجهد عضلات قدمي اليسرى لن تذهب سدى بعد ان ضغطت على الكلتش طوال 18 ساعة تدريبية حتى لو طوقنا المدينة كلها بشبك. [email protected]