بدأت امس الجمعة مراسم إحياء الذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء في منطقة نورماندي شمال فرنسا، التي كانت تخضع للاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي يشارك فيه الكثير من زعماء العالم في جهود لتسوية الازمة التي تجتاح أوكرانيا مؤخرا. وبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاحتفالات بتدشين نصب تذكاري ل20 ألف مدني فقدوا أرواحهم يوم انزال قوات الحلفاء في نورماندي، وخلال أسابيع القتال التي أعقبته. وقال هولاند: "تلك المناظر الطبيعية الجميلة التي نعرفها اليوم كانت مواقع للقتال العنيف والفوضوي في معركة نورماندي". وأضاف: "نشأ رباط دائم بين النورمانديين والجنود، وهو رباط جمع على مدى 70 عاما بين تلك القطعة من ارض فرنسا - نورماندي - وجميع دول العالم". ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الضحايا الذين سقطوا خلال إنزال قوات الحلفاء على ساحل مدينة نورماندي الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية بأنهم حافز للعمل من أجل الحرية. وتابع هولاند حديثه قائلا: إن بلاده والولايات المتحدةالأمريكية يقفان اليوم معا في مكافحة الأصولية والإرهاب والعنصرية. وأحيا هولاند ونظيره الأمريكي باراك أوباما امس في مقبرة الجنود الأمريكيين ذكرى الجنود الذين لقوا حتفهم خلال إنزال قوات الحلفاء في مدينة نورماندي، في السادس من حزيران/يونيو عام 1944. خرق جدار هتلر وأشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بطريقة شعرية بالرجال الذي خرقوا "جدار هتلر" واقتحموا الشواطئ لتحرير اوروبا في النورماندي، مشيرا الى ان تضحيتهم اوصلت الى عهد من الديمقراطية والحرية. وقال اوباما خلال تواجده في المقبرة العسكرية الامريكية على شاطئ اوماها: انه "في نهاية هذا اليوم الطويل، هذا البحر حارب وخسر وحارب مجددا ثم ربح، قطعة من اوروبا حررت مجددا. واخترق جدار هتلر ليفتح الطريق امام جيش باتون ليتدفق الى فرنسا". في اشارة الى جورج باتون الذي قاد وحدات القوات الامريكية في معركة النورماندي. لقاءات بوتين لكن الذكرى السنوية شابتها أحدث وقعت مؤخرا في شرق أوروبا، حيث أثارت تصرفات روسيا في أوكرانيا أسوأ أزمة في العلاقات منذ نهاية الحرب الباردة. وللمرة الاولى منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر زعماء غربيين في نورماندي، والذين تعهدوا باستخدام تلك المناسبة للسعي لنزع فتيل الازمة الاوكرانية. وقالت وكالة الانباء الفرنسية (إيه.إف.بي): إن بوتين أجرى محادثات مع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون لدى وصوله إلى فرنسا مساء الخميس، والتقى هولاند أيضا لمدة حوالي 90 دقيقة. وتشمل مطالب زعماء مجموعة السبع لنزع فتيل التوترات، ان يعترف بوتين بنتيجة الانتخابات الاخيرة في أوكرانيا، وأن يتعاون مع الرئيس المنتخب بترو بوروشينكو الذي وجهت دعوة له لزيارة نورماندي. وأعلنت الحكومة الألمانية امس أن المستشارة انجيلا ميركل حثت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الثنائية التي عقداها صباح امس، على بذل كل ما في وسعه من أجل استقرار الوضع في أوكرانيا. وعقدت ميركل امس قمة ثنائية مع بوتين في شمال نورماندي، على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء إلى ساحل المدينة الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية، وهو أول لقاء يعقده الزعيمان منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. وخلال اللقاء أعربت ميركل لبوتين عن قناعتها بضرورة الاستفادة من الفترة التي أعقبت الاعتراف الدولي بانتخابات الرئاسة الأوكرانية، من أجل الوصول إلى استقرار للوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة، ولاسيما في الجزء الشرقي من البلاد. وقالت ميركل: إن على روسيا أن تضطلع بمسؤوليتها في هذا الشأن على نحو صحيح. وكانت ميركل أجرت خلال الأسابيع الماضية بصورة منتظمة اتصالات هاتفية مع بوتين حول الوضع في أوكرانيا. ووفقا لبيانات عن الجانب الروسي، فإنه من المفترض أن تكون المحادثات قد دارت حول إعداد خطة لنزع فتيل أعنف الأزمات التي تمر بها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. كما التقى الرئيسان الروسي والاوكراني فلاديمير بوتين وبيترو بوروشنكو امس للمرة الاولى، على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين للإنزال في النورماندي، كما ذكر المحيطون بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. واضاف المصدر: ان اجراءات وقف لإطلاق النار في اوكرانيا ستناقش في "الايام المقبلة"، موضحا ان بوتين وبوروشنكو تصافحا و"تبادلا حديثا عاديا وجديا بين رئيسين".