كان المدرب فيسنتي دل بوسكي "63 عاما" هو الاختيار الأمثل لقيادة المنتخب الأسباني خلفا لمواطنه لويس أراجونيس الذي قاد الفريق للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008). ونال دل بوسكي موافقة جماعية على إسناد المهمة إليه بفضل مسيرته الرائعة ونجاحه السابق مع فريق ريال مدريد في الفترة من 1999 إلى 2003 حيث قاد الفريق للفوز بلقبين في الدوري الأسباني ومثلهما في دوري أبطال أوروبا. وتعامل دل بوسكي مع مهمته الجديدة بذكاء حيث اعتمد على معظم اللاعبين على نفس الأسلوب الخططي الذي اعتمد عليه أراجونيس لسنوات مطبقا طريقة اللعب 4/4/2 من خلال التركيز على لاعبي خط وسط مدافعين بالإضافة إلى لاعبين ينطلقان من الجانبين. ويتسم دل بوسكي بقلة الكلام إلى جانب سيطرته التامة على اللاعبين بالإضافة لعلاقته الطيبة مع وسائل الإعلام وهو ما لا يتوافر لدى معظم المدربين حاليا. ولم يسر دل بوسكي على نهج أراجونيس، الذي توفي قبل شهور قليلة، في طريقة اللعب فحسب أو في اختيارات اللاعبين وإنما أيضا في الإنجازات بل إنه تفوق على الراحل أراجونيس وقاد الفريق للقبه العالمي الأول من خلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ولم يكتف دل بوسكي بهذا وإنما حقق مع المنتخب الأسباني إنجازا لم يسبقه له أي منتخب آخر حيث حافظ على لقبه الأوروبي من خلال يورو 2012 ليصبح المنتخب الأسباني هو الفريق الوحيد الذي حصد ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين (كأس العالم وكأس أوروبا). والأكثر من هذا، حقق دل بوسكي مع الفريق الفوز في أكثر من 80 بالمئة من المباريات التي قاد فيها الماتادور الأسباني. ورغم وجود المنتخب الفرنسي مع الفريق في مجموعة واحدة بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل، قاد دل بوسكي المنتخب الأسباني للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم في جميع المباريات الثماني التي خاضها بالتصفيات وحجز بطاقة التأهل المباشر الوحيدة من مجموعته إلى النهائيات تاركا الملحق الأوروبي الفاصل للمنتخب الفرنسي. والآن، أصبح الهدف والتحدي الجديد لدل بوسكي هو قيادة المنتخب الأسباني لإنجاز تاريخي آخر ليصبح أول منتخب يحافظ على لقبه العالمي منذ أن نجح المنتخب البرازيلي في هذا عام 1962 بعد فوزه بلقب مونديال 1958 ولم يسبقه لهذا سوى المنتخب الإيطالي الفائز باللقب في نسختي 1934 و1938. ورغم مشاكل الإصابات التي يعاني منها دل بوسكي وتراجع مستوى مهاجم الفريق في السنوات الأخيرة، لا يبالي دل بوسكي كثيرا بهذه المشاكل ويرفض أن يتخذها كمبرر مسبق لأي إخفاق لاسيما وأنه اعتمد في الكثير من المباريات بل وفي بطولات كبيرة على اللعب بدون رأس حربة صريح وكانت الانتصارات من نصيبه أيضا.