عندما يخوض المنتخب الأسباني لكرة القدم نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، يستطيع نجوم الماتادور الأسباني دخول التاريخ إذا توج الفريق بلقب البطولة ليصبح أصغر الفرق التي تفوز بلقب البطولة من حيث الحجم الجسماني.وفي التسعينيات من القرن الماضي ، بدا أن المدرب خافيير كليمنتي المدير الفني السابق للمنتخب الأسباني اعتمد في تشكيلة الفريق على اللاعبين أصحاب الإمكانيات الجسدية القوية مثل فيرناندو هييرو وميجيل آنخل نادال وخوليو ساليناس ، ولكن هؤلاء اللاعبين أصحاب البنيان الجسدي القوي والوزن الثقيل لم يتركوا أي بصمة لدى متابعيهم. وفي المقابل ، اعتمد المدرب لويس أراجونيس المدير الفني الأسبق للمنتخب في تشكيل الفريق خلال الفترة من 2004 و2008 على اللاعبين أصحاب المهارات العالية في التعامل مع الكرة والقدرات الكبيرة في الاستحواذ عليها وصناعة الفرص العديدة بمهاراتهم والتمرير المتقن فيما بينهم.وقال أراجونيس في عام 2005 :كل بلد يجب أن يعتمد على نقاط القوة التي يتمتع بها.. وقوتنا تكمن في لاعبي خط الوسط أصحاب المهارة.ونال هذا المبدأ استحسان الجميع في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا عندما حقق المنتخب الأسباني الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول للبطولة بعدما قدم أداء راقيا في هذا الدور ولكن الفريق خرج من الدور الثاني (دور الستة عشر) على يد المنتخب الفرنسي الذي يتميز بالقوة البدنية العالية.ولكن المنتخب الأسباني بقيادة أراجونيس نجح بعدها بعامين في فرض نفسه على الجميع وحقق إنجازا رائعا بعدما أحرز بجدارة لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) التي استضافتها النمسا وسويسرا. وتألق جميع نجوم الفريق في هذه البطولة وفي مقدمتهم خافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وديفيد سيلفا من خلال الأداء القوي والمهاري الرائع في وسط الملعب وديفيد فيا وفيرناندو توريس بأهدافهما الرائعة.وترك أراجونيس الفريق بعدها متجها إلى تدريب فنار بخشة التركي ليخلفه مواطنه فيسنتي دل بوسكي في قيادة الفريق.وحرص دل بوسكي على الاحتفاظ بنفس هيكل الفريق دون إجراء تغييرات جوهرية في التشكيل فحقق بنفس اللاعبين نجاحا فائقا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وحقق المنتخب الأسباني الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها في مجموعته بالتصفيات ليصبح أول فريق أوروبي يحقق الفوز في جميع المباريات التي يخوضها في مجموعة تضم ستة منتخبات. وأضاف دل بوسكي إلى خط دفاع الفريق اللاعب العملاق جيرارد بيكي ولكن لاعبيه القدامى مثل حارس المرمى إيكر كاسياس وكارلوس بيول ما زالوا هم أبرز نجوم خط ظهر الفريق كما ظل خافي هيرنانديز محور الارتكاز الرئيسي في خط الوسط.وما زال هناك لاعبان ينتظران فرصتهما مع الفريق وهما خيسوس نافاس ودييجو كابيل نجما أشبيلية.ويحظى نافاس (23 عاما) بإشادة بالغة منذ عام 2005 ولكنه لم يستدع من قبل للمنتخب الأسباني في المباريات الرسمية ، إلا أنه قال مؤخرا إنه أصبح مستعدا تماما للمشاركة مع المنتخب.ويتميز نافاس بالسرعة واللعب المباشر والمهارة الفنية وقد يصبح السلاح السري لدل بوسكي في بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا. المدير الفني للفريق كان المدرب فيسنتي دل بوسكي (58 عاما) المدير الفني الحالي للمنتخب الأسباني لاعبا متألقا في خط وسط ريال مدريد خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي.كما تولى تدريب ريال مدريد عام 1999 وحقق نجاحا هائلا ومفاجئا حيث أحرز مع الفريق لقب دوري أبطال أوروبا مرتين وفاز معه بلقبين في الدوري الأسباني لكنه أقيل فجأة أيضا عام 2003 .ويحظى دل بوسكي بحب جارف لدى اللاعبين بفضل هدوئه وتعامله الجيد معهم على عكس سلفه لويس أراجونيس الذي اشتهر بعجرفته ومزاجه المتقلب. كما يتميز دل بوسكي بالتعامل مع وسائل الإعلام بثقة بالغة بالنفس. نجم الفريق: يمثل ديفيد فيا (27 عاما) أبرز نجوم المنتخب الأسباني كما يبرز ضمن أفضل المهاجمين على مستوى العالم. ويتغلب فيا على صغر جسمه بالسرعة والإبداع والأداء الفني الراقي كما يحاول دائما ضرب مصيدة التسلل التي تنصبها الفرق المنافسة ويتميز بقدرته على اختراق أقوى خطوط الدفاع في هذه الفرق.وبدأ فيا مسيرته الكروية في فريق سبورتنج خيخون وانتقل منه إلى ريال سرقسطة عام 2003 ليقود الفريق إلى الفوز بلقب كأس ملك أسبانيا عام 2004 لينتقل بعدها إلى فريق بلنسية عام 2005 . وقاد فيا فريق بلنسية إلى الفوز بلقب كأس ملك أسبانيا عام 2008 ولكنه انزعج مرارا من مشاكل النادي الرياضية والمالية في السنوات القليلة الماضية.واقترب فيا من الانتقال إلى برشلونة في فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم الحالي كما بدا منزعجا بعدما تراجع بلنسية عن إتمام هذه الصفقة في اللحظات الأخيرة. وسجل فيا ثلاثة أهداف للمنتخب الأسباني في نهائيات كأس العالم 2006 وأربعة أهداف في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) ليعتلي قائمة هدافي يورو 2008 رغم غيابه عن المباراة النهائية بسبب الإصابة.