لم تدهشني القرارات الحكيمة التي تقرها وزارة التربية والتعليم، بل كنا متحمسين جدا لما سنراه من مفاجآت، لا نشك أنها أتت من وراء جهد وبعد اداري من محنك كالأمير خالد الفيصل، سيرته السياسية والثقافية والإدارية أكدت جدارته، أفكاره تأتي من مبدع موهوب، يعشق وطنه، تربى على ذلك منذ الصغر فقد تتلمذ على يد والده - طيب الله ثراه - الملك فيصل بن عبدالعزيز، وقد يكون سوق عكاظ أيقونة كأنموذج لامتداد حب الوطن بين الأب والابن، فقد ومضت فكرة احياء السوق في عام 1366 من الملك فيصل بن عبدالعزيز بعد جهود لتحديد موقع سوق عكاظ، ثم اعيد افتتاح السوق رسمياً في عام 1428، بمساهمة كبرى من الأمير خالد الفيصل عندما كان أمير منطقة مكةالمكرمة، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لن يُخيفني كابوس البارحة، بل سأشدو بتوقع النجاح، إنني أنظر وأرى مستقبلا للتعليم يبشر، يحوي أخطاءه، يصنع قرارات شجاعة الشغف بالفكر وهو رئيس مركز الفكر العربي، والثقافة الأدبية الإبداعية التي يمثلها عن جدارة، والريادة الإدارية عناصر عامة في قيادة وزارة التربية والتعليم، بل من سمات قادة التربية في العالم المتقدم سعة ثقافتهم وتحليهم بالفكر والأدب، أن يؤمن الوزير نفسه بالفكر، القيادة، الابداع، الاستعداد للمستقبل بمنظور الأصالة، هذه هي اللبنات الأساسية التي سيقوم عليها بناء شامخ يستطيع مقاومة التحديات الهائلة والصمود إزاءها، ويا لها من تحديات، يا لها من شجاعة يدعمها بالثقة التي تنضح من شخصه، لأنه يمتلك ما يبتغي تأسيسه. تُطرح كل فترة تصحيحات وإجراءات جديدة، لكن ما لفت نظري النظام الفصلي الذي سيطبق من عام 1435/1436ه، ومما جاء فيه أن الطالب لا يعيد السنة بل يحمل المادة للمستوى التالي، يا للعدالة، لقد كان النظام قاهرا لمئات الآلاف من الطلاب الذين أعادوا السنة بسبب مادة أو أكثر، ذاك الرعب، بكاء الأمهات، نظرات التلميذ وسط زملائه الذين يراهم يتقدمون أمامه، في حين ينخرط مع تلاميذ أصغر منه سنا، لا لشيء، إلا لظلم لحق به، النظام القديم لم يفكر بجدارة في وضعه، ناهيك عن التكلفة المادية التي تقع على عاتق الوزارة، الممارسات لا تزال بحاجة لمن يفكر ويفكر ويفكر، إلى دراسة وتحليل، المكسب والخسارة، النظر إلى مناهج الدول المتقدمة بعين الخبير بالواقع، فمن الواضح فشل برنامج التقييم للمدارس الابتدائية، لأن من يقيم يحتاجون أن يقيموا هم أيضا، البرامج تُقنن، كيف نستطيع تحسين الثغرات التي نتجت عن برنامج مورس على أبنائنا، لم تعمل دراسات توازي هذا البرنامج الجديد، لم يُهتم برأي المنزل في حين كن الأمهات واللاتي لديهن حس قوي، بعدم جدارته. لم أنسَ في طفولتي، في مدرستي، منظر طابور مكون من ست طالبات تقريبا، عُلقت عليهن أوراق بغيضة مكتوب عليها (كسلانة) ويا للتعذيب لم يكتف بنشيجهن الذي يكاد يقطع القلوب، بل يمررن على كل الفصول لتعرضهن المعلمة القاسية القلب كأنهن .... والله إنها ذكرى مؤلمة ...جداً. لن يُخيفني كابوس البارحة، بل سأشدو بتوقع النجاح، إنني أنظر وأرى مستقبلا للتعليم يبشر، يحوي أخطاءه، يصنع قرارات شجاعة، المنزل له مكانة قوية، الطالب مُحترم، الطالب سيحمل الأمانة، إذا لم نضيعها نحن.