كشفت ورشة عمل عقدت مؤخرا للأقسام النسائية في الجمعيات الخيرية بالأحساء تحت شعار "فينا خير"، عن اعتماد برامج تلك الجمعيات بنسبة 75 % على المتطوعين، لكنها أكدت في الوقت نفسه افتقارها للجذب الإعلامي والتحفيزي للعمل التطوعي. وأكدت المشاركات في الورشة، وهن 40 مشرفة من مؤسسة مكة الخيرية ومكتب توعية الجاليات والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن ولجنة التنمية الأسرية، أهمية توحيد الجهود وتبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية للخروج بنتائج تخدم كل جمعية في مجالها، وتضمين المناهج الدراسية بما يشجع ويحث على الأعمال التطوعية، وتحبيب النشء فيها ليدعموا الأعمال الخيرية بشكل عام والجمعيات بشكل خاص. ووفقا للمشرفة على الورشة أميرة الفهيد، فإن الأعمال التطوعية أصحبت حاجة ملحة، وهي مظهر حضاري يدل على الرقي الإنساني لدى المجتمع، وانها ضمن الأعمال الخيرية التي يطلق عليها القطاع الثالث، وأصبح مفهوم العمل التطوعي والدعوة إلى دعمه ديدن الشعوب المتقدمة والناشئة، ولا يفهم من هذا قصر العمل التطوعي على الأعمال الخيرية، مشيرة إلى أنه من المهم غرس مفهوم التطوع وتشجيع الناشئة على ممارسته منذ نعومة الأظافر، عن طريق التلقين والقدوة داخل المؤسسات التعليمية، لكي ينجح الاستثمار التطوعي، وأن من مهام إدارة العمل الخيري توفير المتطوعين الأساسيين والفرعيين، وهي تتحمل دوراً أساسياً في هذا الاستقطاب، ويعول في هذا على شخصية الإدارة وقدرتها على جذب المتطوعين، وقدرتها على التعامل معهم حسب فئاتها، فالمطلوب أن تكون هنالك شخصيات إدارية قائمة على العمل الخيري تتميز بالشعبية والمقدرة على استقطاب جميع فئات المتطوعين، وأن تكون من المكانة المرموقة الموثوقة المعتبرة شرعياً وإدارياً واجتماعياً وغير ذلك من الاعتبارات اللازمة؛ لأن الإدارة المرموقة الواثقة سوف تستقطب بكل تأكيد من هم على منهجها. بدورها، بينت سارة المحيسن من مؤسسة مكة الخيرية، أن إدارة الجمعية الخيرية يقع على كاهلها مسؤولية الاستفادة من الخدمات التطوعية، وحث الأسرة على الأعمال عبر البرامج الإعلامية، وبث هذه الروح الإسلامية بين أبنائها منذ نعومة الأظافر، حيث تفتقر الجمعيات للجذب الإعلامي والدعائي عن العمل التطوعي، وعدم وجود معلومات عن مجالاته، مما يؤدي إلى تأثر العمل سلبيا، كما أن اختلاف وجهات النظر بين أفراد المؤسسة الخيرية بسبب التنازع على السلطة، يؤثر سلباً على العمل التطوعي، ومما لا شك فيه أن إسهامات المتطوعين تزيد من الإنتاج، وذلك لامتياز العمل التطوعي بالحماس في الأداء، وهذا ما يُفتقد في العمل الروتيني وإمكانية سد الثغرات الموجودة في الجمعيات في بعض التخصصات النادرة. واشتملت ورشة العمل على تجارب واقعية لمتطوعين عالميين، وأبرز الإيجابيات ونقاط الفشل التي تجنبوها، وكان الهدف الأساسي منها إيضاح أهمية العمل التطوعي والجماعي، بالإضافة لعصف ذهني عن برامج مستقبلية تخدم الجمعيات الخيرية، وتميزت الورشة بمشاركة مشرفات بأعمار متفاوتة بين 20 و40 عاما. وشددت المشاركات على أهمية إقامة الورش واللقاءات الدورية بين الجمعيات.