قتل قيادي في تنظيم القاعدة وأربعة من معاونيه على يد وحدات من الجيش اليمني في محافظة شبوة، في وقت لا تزال سفارتا الولاياتالمتحدة وفرنسا في مغلقتين. وقالت وزارة الدفاع اليمنية: إنها قتلت قياديًا في تنظيم القاعدة يدعى «المقداد»، كما قتلت أربعة من معاونيه في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد في منطقة قرن السوداء بمحافظة شبوة. وأكدت الوزارة «أنه لم يعد بإمكان لمن تبقى من عناصر الإرهاب الاختباء في جحورها الظلاميه طويلًا»، متعهدة بالمضي في ملاحقة العناصر الإرهابية. هذا وواصلت وحدات من الجيش تساندها مجموعات من اللجان الشعبية تمشيط عدد من المناطق والقرى والأودية بمديرية المحفد بمحافظة أبين، والتي تم تطهيرها من الإرهابيين خلال الأيام الماضية، وذلك للقضاء على من تبقى من عناصر تنظيم القاعدة، التي لاذت بالفرار أمام الضربات الموجعة للجيش، بحسب وزارة الدفاع. وكان فريق نزع الألغام عثر السبت الماضي على كميات من الألغام والعبوات الناسفة وقنابل متفجرة محلية الصنع بين ركام أنقاض مبنى المجمع الأمني الذي أقدمت عناصر القاعدة على تفجيره قبل فرارها. إلى ذلك، شدد مسئولي محلي في محافظة أبين على ضرورة دعم الأهالي بمناطق وقرى مديرية المحفد وتوفير احتياجاتهم المختلفة، بعد طرد مسلحي القاعدة منها. ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن مدير عام مديرية المحفد العميد أحمد طالب الربعي القول: «إن السلطة المحلية تعمل بكل جهودها لإعادة ترتيب الأوضاع وتطبيع الحياة، وتفعيل العمل في جميع المرافق، ومتابعة استئناف العمل في المشاريع الخدمية التي توقفت في المديرية». داعيًا إلى «انتشال المنطقة من وضعها الراهن الذي تسببت به شراذم الإرهاب والشر». تبرع وتأييد شعبي وفي سياق متصل، دعا العديد من اليمنيين للتبرع في حملات شعبية لدعم الجيش واللجان الشعبية في حربهم ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين. كانت فتاة يمنية تنتمي لمحافظة شبوة تبرعت بمهرها دعمًا لوحدات الجيش والأمن في مواجهتهما لمسلحي القاعدة في محافظتها، فيما اشترطت فتاة يمنية أخرى أن يكون مهر زواجها «رأس» القيادي في تنظيم القاعدة «قاسم الريمي»وتبرعت رئيسة دائرة المرأة بحزب الاتحاد الجمهوري «حياة جرفان» ب(15) جرام من ذهبها لدعم الجيش في حربه ضد الإرهاب، وكانت فتاة يمنية تنتمي لمحافظة شبوة تبرعت بمهرها دعمًا لوحدات الجيش والأمن في مواجهتهما لمسلحي القاعدة في محافظتها، فيما اشترطت فتاة يمنية أخرى أن يكون مهر زواجها «رأس» قيادي في تنظيم القاعدة باليمن «قاسم الريمي». وتحظى الحرب ضد الإرهاب بتأييد شعبي ورسمي كبير. استعدادات عسكرية من جهة اخرى، قال ضابط في الجيش اليمني ل(اليوم): إن عدة تشكيلات عسكرية وصلت إلى ذمار والبيضاء قادمة من محافظات اب وصعدة وصنعاء استعدادًا لخوض حرب ضد مسلحي القاعدة في محافظة البيضاء خاصة في منطقة رداع التي تعتبر أحد أهم معاقل القاعدة في وسط اليمن. وأضاف المصدر إن الوحدات والآليات العسكرية الثقيلة القادمة من المحافظات الأخرى، رافقتها الطائرات المروحية لتفادي أي كمائن قد يقوم بها عناصر القاعدة في محاولة لعرقلة سيرها إلى معسرات في ذمار والبيضاء. متوقعًا إعلان ساعة الصفر لشن حرب شاملة في ضواحي مدينة رداع خلال الايام المقبلة. القاعدة تستخدم صغار السن ويستخدم تنظيم القاعدة صغار السن في المواجهات المسلحة ضد الجيش، وقال المحلل السياسي أحمد داوود ل(اليوم): «في الحقيقة أن القاعدة تلجأ إلى تعليم الأطفال أصول الجهاد كما يقولون منذ سن مبكرة جدًا حتى مع وصول الأطفال إلى سن المراهقة تكون قيادة القاعدة قادرة على السيطرة على عقول هؤلاء المراهقين وتوجيههم إلى الأماكن التي يريدون، وبالتالي تنفيذ كل مخططاتهم». وتابع داوود: «القاعدة تستخدم الأطفال؛ لأنها تستطيع ان تديرهم بشكل جيد مستغلة عدم الوعي الكافي الذي يمتلكونه وسهولة قيادتهم وإطاعتهم للتوجيهات بشكل كبير، مستغلة حالة الفراغ الأسري أو الأمني، وتقوم بتجنيدهم لتنفيذ عمليات انتحارية أو المشاركة في المواجهات ضد الجيش». وكانت أسرة من مدنية عدن طلبت من السلطات اليمنية تسليمها جثة ابنها الذي يدعى عادل عدنان البغدادي (14 عامًا)، بعد أن ظهرت صورته ضمن من لقوا مصرعهم من عناصر التنظيم في أحد المناطق بمحافظة شبوة في المواجهات الأخيرة بين وحدات من الجيش ومسلحي القاعدة. وقالت الأسرة في مناشدتها: إنها اطلعت على صورة ابنها بعد مقتلة من خلال صور نشرتها وسائل إعلام، لكنها لا تعلم شيئًا عن جثة ابنها، الذي قالت: إنه غادر منزلها بحي صلاح الدين بمديرية البريقة دون علمها، وإنها فوجئت بخبر مقتله، وناشدت أسرة الطفل الصليب الأحمر الدولي وجميع جهات الاختصاص مساعدتها في تسلم جثة ابنها بهدف تشييعه. السفارات الأجنبية وبعد أن أكدت السلطات أنها أحبطت هجمات للقاعدة ضد عدد من الممثليات الأجنبية في اليمن، لا تزال سفارتا الولاياتالمتحدة وفرنسا في صنعاء مغلقتين أمام الجمهور الأحد يوم العمل الأول في الأسبوع. من جانبها نصحت السفارة البريطانية في بيان نشر الأحد على الإنترنت رعاياها بعدم زيارة اليمن. كما نصحت المقيمين في هذا البلد بمغادرته. وأغلقت الخدمات القنصلية في السفارة الأمريكية في السابع من مايو، وقد مدد الإغلاق حتى 22 مايو «بسبب الهجمات الأخيرة ضد المصالح الغربية في اليمن» بحسب بيان للسفارة الأمريكية نشر عبر موقعها الإلكتروني. وأضافت السفارة في البيان إنه «من الممكن تمديد الإغلاق على ضوء تقييمنا للوضع». أما الخدمات القنصلية الفرنسية المتوقفة منذ 12 مايو، فهي بدورها ما زالت متوقفة بحسب موظف في السفارة. وكانت السلطات اليمنية القلقة من إمكانية توجيه القاعدة ضربات ضد السفارات الأجنبية عززت التدابير الأمنية حول المواقع الحساسية والسفارات الغربية. ويقوم عناصر من الشرطة بتأمين جميع الطرق المؤدية إلى سفارات واشنطن ولندن وباريس وسفارات الدول الغربية الرئيسية الأخرى في العاصمة اليمنية. وكان الرئيس اليمن عبدربه منصور هادي أعلن «حربًا مفتوحة» على القاعدة وأمر القوات المسلحة باستخدام جميع الوسائل للقضاء على الجهاديين.