سقط عدد من القتلى والجرحى في حلب شمالي سوريا جراء قصف الطيران الحربي النظامي أحياء بالمدينة أمس، في حين أدى تفجير سيارة مفخخة في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، وسط تواصل المعارك والاشتباكات في عدد من المناطق الأخرى. وقالت شبكة شام: إن القتلى سقطوا جراء استهداف حيي الفردوس والكلاسة بحلب، مشيرة إلى أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على حي بعيدين بريف حلب. في المقابل ذكرت شبكة مسار برس أن كتائب المعارضة قتلت عددًا من قوات النظام جراء استهدافها تجمعًا للنظام في محيط قلعة حلب. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية، قد قالت أمس: إن قوات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة مدينة عندان في ريف حلب، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال، كما خلف القصف دمارًا في عدد من المنازل. سيارة مفخخة وفي دير الزور أدى تفجير سيارة مفخخة في مدينة العشارة بريف المحافظة الشرقي إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وعشرة جرحى، وفقًا لشبكة سوريا مباشر. ويأتي الحادث بعد يوم واحد فقط من انفجار سيارة أخرى في بلدة شحيل بريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا وعشرات الجرحى. كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الطيران الحربي شن غارة جوية استهدفت الطريق الدولي في محيط حقل التيم النفطي بريف دير الزور الشرقي. كما تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ليسيطر على المناطق الواقعة شمال وغرب المحافظة التي أصبحت تحت حصار خانق من التنظيم، وكذلك من قوات النظام السوري على الجهتين الجنوبية والشرقية. اعتقالات وفي دمشق، قال ناشطون: إن قوات الأمن والشبيحة شنت حملة دهم واعتقالات في حي الشاغور، وسط قصف بالمدفعية على حي جوبر بالعاصمة أيضًا. كما ألقى فيه الطيران المروحي برميلًا متفجرًا على محيط مسجد الرحمن في مدينة داريا بريف دمشق، وسط اشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات النظام على الجبهة الشمالية لمدينة داريا. وبالتزامن مع هذه التطورات جرى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات المليحة وداريا وخان الشيح والزبداني تزامنًا مع اشتباكات مستمرة في بلدة المليحة بريف دمشق. حي المنشية وفي درعا قالت مسار برس: إن اشتباكات دارت صباح السبت بين كتائب المعارضة وقوات بشار الأسد في حي المنشية بدرعا البلد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر تابعين للنظام، وسط قصف شمل المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة درعا بمختلف أنواع الأسلحة، مما أوقع عددًا من الجرحى في صفوف المدنيين. وذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالمدفعية حي المنشية. وقد كانت كتائب المعارضة قد تمكنت في وقت متأخر مساء الجمعة من تفجير مبنى في حي المنشية كان يتحصن بداخله عناصر من قوات الأسد، مما أسفر عن مقتلهم جميعًا، حسب مسار برس. وفي حمص قالت شبكة شام: إن قصفًا عنيفًا بالمدفعية والرشاشات الثقيلة والهاون شنّ على حي الوعر بحمص. وفي حماة أفاد مركز حماة الإعلامي بقصف بالصواريخ العنقودية صباح السبت على مدينة مورك بريف حماة الشمالي وسط قصف بالبراميل المتفجرة على حصرايا والزكاة ومحيط قرية تل ملح شمالي حماة. كما كثفّت قوات النظام قصفها على بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي مما أدى إلى احتراق كبير في الأراضي الزراعية داخل البلدة. وفي حصيلة غير نهائية وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان السبت مقتل 17 شخصًا في محافظات مختلفة، بينهم طفل، واثنين تحت التعذيب، وعشرة مقاتلين من الجيش الحر. جهاديون في فرنسا على صعيد آخر أعلن مصدر قضائي السبت أن سبعة أشخاص اعتقلوا الثلاثاء في ستراسبورغ (شمال شرق فرنسا) للاشتباه في أنهم ذهبوا إلى سوريا للمشاركة في الجهاد، أوقفوا على ذمة التحقيق وحبسوا. وقد أجريت عملية الاعتقال فجر الثلاثاء في حي شعبي في ستراسبورغ في إطار تحقيق قضائي مفتوح في باريس. والمشبوهون السبعة الذين أوقفوا الثلاثاء على ذمة التحقيق أحيلوا بعد ظهر الجمعة إلى قاضية تحقيق باريسية وجهت إليهم تهمة «تشكيل عصابة على علاقة بمشروع إرهابي». وقرر قاض متخصص بعد ذلك وضعهم في التوقيف الاحتياطي بناء على طلب النيابة. وينتمي المشبوهون الذين انطلقوا إلى سوريا في ديسمبر 2013 إلى مجموعة من عشرة أشخاص من الحي نفسه «لا مينو». ومقتل شقيقين من المجموعة في سوريا أثار في بداية السنة حملة ضد «التعبئة الجهادية» في هذا الحي الكائن جنوب ستراسبورغ. وتوجه الشبان الموقوفون إلى سوريا بحجة تمضية «إجازة» وعادوا أواخر مارس. وقال مصدر قضائي: إنهم «مشبوهون بالالتحاق بمعسكر للتدريب»، وأنهم «ظهروا كثيرًا» على الإنترنت وأقاموا على الأرجح اتصالات بفرع للتجنيد. والسجل العدلي لخمسة من المشبوهين نظيف. وحكم على الاثنين الآخرين في السابق بمخالفات سير أو سرقة. وقال مصدر قريب من الملف: إن التحقيق القضائي يستهدف أيضًا رجلًا في التاسعة والعشرين من عمره هو مراد فارس الذي تعتبره الأجهزة الفرنسية «وسيلة» مهمة لتجنيد الفرنسيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما زال في سوريا. وظهر في ملفات أخرى كملف القاصرين في تولوز (جنوب غرب) اللذين عادا بعد رحلة قصيرة في المنطقة الحدودية السورية-التركية. وذكر مصدر قريب من الملف أن حوالى 780 شخصًا يعيشون في فرنسا انضموا في سوريا إلى صفوف المجموعات الجهادية، هم في طريقهم إلى هذا البلد أو عادوا منه. وأضاف المصدر إن ثلاثين منهم قد قتلوا. ويجرى أربعون تحقيقًا في باريس حول الجهاد في سوريا. وتتخوف أجهزة الاستخبارات من أن يرتكب بعض الجهاديين لدى عودتهم أعمالًا إرهابية في فرنسا.