بعيدا عن قضية الوحدة وقصة هبوطه للدرجة الأولى وما صاحبها من إشكاليات كثيرة لا تعلم كيف بدأت ولا إلى أين ستصل خصوصا بعد تحويلها إلى الاتحاد الدولي الفيفا - وأتحدث هنا عن رئيس الوحدة جمال تونسي الذي يُثبت يوما بعد يوم عشقه لهذا الكيان الكبير، ولعلي من خلال ما يقدمه جمال تونسي أتذكر الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود -يرحمه الله- وكيف كان يبحث عن حقوق ناديه، فقد قدم للنصر تاريخا مُشرفا وأمجادا لا يمكن أن تُنسى متناسيا مع كل ما قدم أغلى ما يملك الإنسان وهي "الصحة"، لم يتأخر في يوم من الأيام عن عشقه حتى وهو بعيد عن كرسي الرئاسة قدم كل شيء ولم يبقَ شيئا لم يقدمه في عالم الرياضة وخصوصا كرة القدم، وفي النهاية ترك كل شيء "ورحل". جمال تونسي يُعيد حكاية هذا الرجل من خلال الوحدة، فهو يتحرك في كل الاتجاهات من اجل إعادة حق ناديه في البقاء في دوري زين، والذي يعتقد جازما ومن وجهة نظره أنه سُلب منه. لم تكن هذه القضية هي الدليل الوحيد على عشق جمال تونسي لهذا الكيان أبداً. فتاريخ هذا الرجل في المجتمع المكي يحكي واقعه مع الكيان الوحداوي. ينصحه الأطباء بالابتعاد عن كل ما يعكر صفوه ويأبى إلا أن يعود لمكانه داخل البيت الوحداوي، يتألم من حال الوحدة عندما تتراجع، ويقف مع كل انتصار والفرحة تملأ عينيه. واليوم ها هو يبحث عن حل لمظلمة يرى أنها وقعت على ناديه، يخرج في كل القنوات بصوت تشعر منه بحرقة وألم كبيرين، يكسب تعاطف الكثيرين وعلى رأسهم الرئيس العام لرعاية الشباب... فحرقةُ المحب مختلفة. كأن الأقدار تنتظر رئاسة جمال تونسي حتى تظهر القضايا تباعا، فبعد تهمة الرشوة، جاءت أم المصائب، فالقرار وقع كالصاعقة، وأصبح جمال تونسي بين همين الهم الوحداوي اثر على صحته وكأن الأقدار تنتظر رئاسة جمال تونسي حتى تظهر القضايا تباعا، فبعد تهمة الرشوة، جاءت أم المصائب إن صح التعبير فلم يكن هذا الرئيس يتوقع أن يحدث ما حدث، فالقرار وقع كالصاعقة، وأصبح جمال تونسي بين همين: هم أنصار الوحدة وأعضاء شرفها وهم المطالبة بحقوق النادي. يدرك الرئيس العاشق والمحب جمال تونسي خطورة الموقف وينتظر طوق النجاة ولن يحدث هذا الأمر إلا من خلال قرار من الفيفا ينقض قرار لجنة الانضباط كلياً أو زيادة عدد الأندية الموسم القادم. غير هذا فسيجد نفسه في موقف يفرض عليه إما إعلان الاستقالة أو تقبّل الأمر وإقناع الشارع المكي بأن ما حدث كان خارج السيطرة وقد بذلنا كل ما في وسعنا لكن شاءت الأقدار وأصبحنا أمام الأمر الواقع ويجب التركيز في الأيام القادمة على العمل من اجل إعادة الوحدة لدوري زين قويا منافساً في المواسم القادمة. اما ما يخص القضية فلم تكن لجنة الانضباط واضحة في الحيثيات التي بُنيت عليها القضية ولم تكن العبارات الواردة في نص القرار ذات أبعاد قانونية (فالشك والخبرة) ليست قرائن يُعتد بها في عالم القانون، وحتى تكتمل فصول هذه المسرحية الهزيلة التي قدمتها لجنة الانضباط يخرج مقيّم الحكام ناصر الحمدان وينفي نفيا قطعيا تلك العبارة التي دُوّنت على لسانه في البيان وهي عبارة التعمد. قرار هبوط الوحدة يعتبر من القرارات الصعبة وهو قرار بمضمونه يتسم بالجرأة لكن بتفاصيله يعتبر قرارا متسرعا لا يوجد له أدله تدين الوحدة والتعاون وكنت أتمنى من لجنة الانضباط واللجان الأخرى التي أدلت بدلوها في هذا القرار التريّث والتقصي والتأكد وألا يصدر قرار مهم كهذا إلا بناءً على قرائن تُجيز دراسته وإصدار قرارها وفق نص قانوني واضح يُطبق بكل حيثياته. [email protected]