القضية الفلسطينية العصب الحساس لكل عربي ومسلم تكاد تغيب من واجهة الأحداث والإعلام بعد ان احتلت أحداث الاحتجاجات في العالم العربي جل اهتمام السياسيين والإعلاميين وجعلت من الحدث الفلسطيني هامشيا لا يثير احدا من الرأي العام أو بالأصح لم يعد خبرا ملهما. حين خطب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونغرس الأمريكي وتمت مقاطعته بالتصفيق عشرات المرات حين أعلن بصراحة ووضوح موت السلام ورفض المصالحة الوطنية بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة نقول لم تحظ تغطية الإعلام بالاهتمام الكافي وحتى السياسيين العرب لم يعلقوا على صلف نتنياهو إلا لماما من باب رفع العتب كما يقال. إسرائيل قد لا تأتي أحداث العالم العربي على هواها وقد تخلق موقفا مغايرا للسائد الذي تعودناه خلال العقود الماضية حيث انفرد الساسة العرب بالقضية ووضعوها على مشرحة الدبلوماسية والمقايضة السياسية وأخرجوها من زخمها الطبيعي وهي الشعوب العربية والرأي العام. حين نتعامل مع قضية حساسة ومصيرية دون اكتراث في ظل تشدد زعيم متطرف ورضوخ للمشرعين في أمريكا لطروحاته العنصرية ولا نحشد رأيا عاما دوليا باعتبارنا مشغولين بأحداث آنية أهم معنى ذلك ان هناك طبخة على نار هادئة قد تكون ثمنا لانشغالاتنا فالتجارب وسياقات الأحداث الدولية الماضية خصوصا في أمريكا وأوروبا تعلمنا ان الغفلة قد ينتج عنها أضرار فادحة وقد ندفع ثمنا غاليا إذا نسينا أو تناسينا. في المقلب الآخر هناك بشائر أمل نتجت عن تحرك الأوضاع العربية تمثلت في المصالحة الفلسطينية وفتح معبر رفح على الحدود المصرية وقطاع غزة وهو ما يبشر بقوة ضغط أخرى تعوض عن انشغالاتنا وقد ينتقل الصراع إلى أوراق جديدة يكون فيها الرأي العام العربي وتحولاته حجر التأثير في منع استفراد دبلوماسية الضعف العربية بكل أوراق اللعبة. على الدبلوماسية العربية ان تغير من إستراتيجيتها في التعاطي مع القضية وان تستثمر قوة الرأي العام العربي في انتزاع أكبر عدد من الأوراق وللضغط على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية فلم يعد من المقبول ان نحصر كل شيء في مقايضات سياسية باهتة وغير مؤثرة في صياغة المستقبل. لعل الأحداث العربية الأخيرة في إعادة الثقة في الرأي العام العربي الذي تلاعبت به الأنظمة وهمشت أدواره ولم تستثمره في قضية العرب والمطلوب من الإعلام العربي ألا يتجاهل القضية الفلسطينية ويضعها في صدارة اهتماماته لأنها تعزز حس الارتباط بالمصير الواحد للشعوب العربية وهي التي تعيش حاليا ربيعها المتأرجح والذي لم يكتمل بعد.