قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل ان المصالحة الفلسطينية «ليست مطروحة على الطاولة»، وانها باتت «ضحية» وجود «فيتو» أميركي، لافتاً الى ان «الأولوية الآن هي لاستئناف المفاوضات» بين الفلسطينيين واسرائيل، والى ان اميركا «تريد الاستفراد بالمفاوض الفلسطيني من دون مصالحة». وأوضح ان «حماس» مستعدة لقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس مع عودة اللاجئين ومن دون الاعتراف بإسرائيل، مشيراً الى ان الحركة «مستعدة للحوار والانفتاح على كل الدول (بما فيها اميركا)، باستثناء اسرائيل، من موقع رفضنا الخضوع للشروط» المسبقة. وكان مشعل يتحدث في لقاء مع نحو مئة اعلامي وباحث دعوا الى «حوار مفتوح» معه من دون كاميرات تلفزيونية واجهزة تسجيل، وتضمن تقديم عرض للواقع السياسي الراهن في الاراضي الفلسطينية والمنطقة، قبل إجابته عن اسئلة الحاضرين. وقال مشعل: «سمعت من مسؤولين عرب وأوروبيين ان (المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج) ميتشل قال: لن نسمح (بتحقيق) المصالحة. اذاً، هناك فيتو اميركي. واذا حصلت يريدونها وفق شروط (اللجنة) الرباعية الدولية» التي تتضمن الاعتراف بالاتفاقات الموقعة وبإسرائيل ونبذ العنف. وزاد: «المصالحة ليست مرفوضة وحسب، بل ليست على الطاولة حالياً. المطروح إعطاء الأولوية لاستئناف المفاوضات»، مشيراً الى ان الهدف الاميركي - الاسرائيلي هو «أكل المفاوض الفلسطيني وتطويعه في ظل الانقسام. أميركا تريد الاستفراد بالمفاوضات الفلسطينية من دون مصالحة. والمصالحة ضحية الفيتو الاميركي». وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان مشعل التقى الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس نهاية الاسبوع الماضي بعد لقاءات مسؤولين ليبيين مع الجانب المصري ل «معرفة ما اذا كان هناك جديد في شأن المصالحة، لكن يبدو ان لا جديد في ذلك»، اذ ان القاهرة ترفض ادخال اي تعديل على الورقة المصرية، فيما ان «حماس» تريد «شراكة حقيقية» في القرارين السياسي والأمني والإشراف على لجنة الانتخابات المرتقبة. وكشف مشعل وجود اتصالات معه من جانب مسؤولين اوروبيين ووفود اميركية بهدف قبول «صيغة» مخففة لشروط «الرباعية»، وقال: «لم تطرح حماس يوماً الموافقة على حل الدولتين. طرحنا الموافقة على (دولة فلسطينية) على حدود 1967 عاصمتها القدس وانجاز حق العودة من دون الاعتراف بإسرائيل». وعن استعداده للحوار مع واشنطن، قال: «مستعدون للحوار والانفتاح على كل دول العالم، باستثناء اسرائيل، من موقع اننا اصحاب قضية، وموقفنا وشخصيتنا عدم الخضوع لأية شروط» مسبقة. وسئل عن الفرق بين «حل الدولتين» ودولة بحدود 1967، فأجاب: «نقبل بدولة فلسطينية على حدود 1967 لأنه يمثل أرضية مشتركة مع الدول العربية بإقامة دولة عاصمتها القدس وحق العودة، في حين ان حل الدولتين يتضمن الاعتراف بإسرائيل»، ما يفسر أسباب عدم قبول المبادرة العربية للسلام «لأنها تتضمن الاعتراف». لكنه قال انه ابلغ الدول العربية ان الحركة «لن تكون عقبة» امام انجاز تحققه الدول العربية وفق مبادرة السلام. وعن الكلام عن أجواء حرب مقبلة، قال مشعل: «لا نسعى الى الحرب، لكن اذا وقعت سنقاتل قتال الرجال. نستعد لها (الحرب) لأن عدونا مجرم والإرهاب والعنف جزء من حياته. أعتقد ان مبررات الحرب لدى اسرائيل متوافرة الى درجة بعيدة، لكن لا نعرف التوقيت». وزاد: «قرار الحرب في الكيان الصهيوني موجود، إلا أن توقيته يحتاج إلى ضوء أخضر من أميركا»، محذراً «الاحتلال من أن الحرب في المنطقة لم تعد مجرد نزهة». وأشار الى ان رفع الحصار عن قطاع غزة «شغل حيزاً كبيراً» من لقائه الرئيس ديمتري ميدفيديف في دمشق بداية الشهر، داعياً «المجتمع الدولي، وروسيا جزء منه، لكسر الحصار وإعادة إعمار القطاع». وزاد: «يحسب لميدفيديف انه امتلك الشجاعة ليلتقي من وُضعوا على قائمة الإرهاب (الاميركية والاوروبية). ويحسب للقيادة السورية الممثلة لنموذج الحلفاء الذين يخدمون قضايا أمتهم وقوى المقاومة».