توعدت أوكرانيا بتوسيع عمليات «مكافحة الأرهاب» التي تشنها ضد المتمردين الموالين لروسيا، فيما دخلت البلاد في اليوم الثاني من الحداد بعد اعمال العنف التي اودت بحياة اكثر من 50 شخصًا. وقال رئيس مجلس الامن والدفاع القومي اندري باروبي: إن القوات المسلحة ستوسع «مسرح عملياتها في مدن اخرى يشن فيها المتطرفون والارهابيون نشاطات غير قانونية». وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس بالقرب من مدينة كوستيانتينفكا الشرقية التي استولى فيها المتمردون على مبنى البلدية في 28 ابريل. وقال المتمردون الذين يدافعون عن مبنى البلدية خلف حواجز مؤقتة أن قتالًا اندلع خلال الليل قرب برج التلفزيون في البلدة. والسبت اندلع قتال عنيف بالرشاشات حول بلدة سلافيانسك عندما اقتحمت السلطات حواجز تفتيش يسيطر عليها المتمردون لمحاولة تشديد القبضة على البلدة التي أصبحت معقلًا للحركة الموالية لروسيا.وساد الهدوء النسبي بلدة سلافيانسك صباح الاحد، الا ان السكان تحدثوا عن ازدياد صعوبة الحصول على السلع الغذائية الاساسية في البلدة المحاصرة التي يسكنها 160 ألف شخص. وصول المفتشين من ناحية اخرى وصل سبعة مفتشين اوروبيين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى بلادهم في وقت متأخر من السبت بعد احتجازهم لمدة ثمانية ايام، في تطور يعد انفراجًا صغيرًا في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وفي برلين أعرب المفتشون عن «ارتياحهم العميق» لعودتهم إلى الحرية بعد احتجازهم على أيدي انفصاليين موالين لروسيا في مدينة سلافيانسك في شرق اوكرانيا. واعتقل المراقبون في سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، في 25 ابريل وقد جرى عرضهم بعد يومين من ذلك امام عدسات الصحافيين، محاطين بحراس مسلحين. حالة ترقب وأعلن الرئيس الاوكراني المؤقت اولكسندر تورشيانوف يومين من الحداد السبت بعد اعمال العنف الوحشية التي جرت في اوديسا وادت الى مقتل 42 شخصًا، فيما قتل 10 اشخاص اخرين في عمليات عسكرية في المناطق المحيطة بسلافيانسك. وتستعد مدينة اوديسا المشهورة بمناظرها الجميلة على البحر الاسود لاعمال عنف جديدة بعد ان اعلن مؤيدو الحكومة المدعومة من الغرب في كييف نيتهم تنظيم مسيرة جديدة يخشى ان تتخللها اعمال عنف بسبب مسلحين موالين لروسيا. وتحاول المدينة استعادة انفاسها بعد اعمال العنف الفظيعة الجمعة التي شهدت اشتباكات دامية بين الجانبين بلغت ذروتها في حريق مبنى خلف 38 شخصًا قتل معظمهم بسبب الدخان، بينما قتل آخرون بعد قفزهم من النوافذ في محاولة للنجاة. وفي وقت متأخر من السبت أصيب جنديان اوكرانيان بجروح بعد ان هاجم متمردون موالون للروس مكتب تجنيد محلي في مدينة لوغانسك الشرقية، طبقًا لمسؤولين محليين. القرم من ناحية أخرى وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس، جرت اشتباكات بين الشرطة ونحو ألفي متظاهر من التتار الموالين لكييف احتجاجًا على رفض روسيا السماح لزعيمهم مصطفى دزهيميليف بدخول المنطقة. وأثارت أعمال العنف موجة جديدة من تبادل الاتهامات بين الولاياتالمتحدةوموسكو مع استمرار تدهور العلاقات بين البلدين. واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الامريكي جون كيري ليطالب واشنطن باستخدام نفوذها على كييف لوقف ما اسماه ب«حرب أوكرانيا ضد شعبها». وحذر لافروف من ان عمليات الجيش تدفع الجمهورية السوفياتية السابقة إلى «نزاع بين الاشقاء» ودعا منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى لعب دور وساطة أكبر. وحذرت موسكو من اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في 25 مايو، وقالت: إن ذلك سيكون «غريبًا» وسط العنف الذي يهز البلاد. وقد فتح ذلك الباب أمام احتمال ان يفرض الغرب اشد عقوبات على روسيا حتى الآن، بعد أن أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما أنه سيشدد العقوبات الاقتصادية ضد موسكو اذا عملت على زعزعة استقرار أوكرانيا قبل الانتخابات. ثأر وفي حادث متصل بالأزمة، قتل عشرات الاشخاص الموالين لروسيا في حريق ناجم عن ثأر آلاف مشجعي كرة القدم والمتظاهرين الموالين لأوكرانيا الغاضبين لتعرضهم لهجوم، عندما كانوا يسيرون في شوارع المدينة في وقت سابق من النهار بحسب مصادر متطابقة. وكانت مباراة لكأس أوكرانيا مقررة في اوديسا في الساعة 17,00. وكالعادة تجمع مشجعو نادي ميتاليست الذين أتوا من مدينة خاركيف ومشجعو نادي تشورنوموريتس المحلي في وسط المدينة ظهرًا للتوجه ضمن موكب الى الملعب الرياضي. وقالت ناتاليا بيتروبافلوفسكا المسؤولة في التحرك المؤيد لميدان في المدينة الساحلية لوكالة فرانس برس: «لم نكن ننوي تنظيم أي تظاهرة لم نكن وراء هذا التجمع». وأضافت «كانوا من مشجعي كرة القدم وفي هذا البلد الشباب يؤيدون بالطبع أوكرانيا موحدة أكثر من روسيا». وتعرض موكب يرفع الإعلام الأوكرانية وأيضًا رايات نادي ميتاليست لهجوم على جادة كبرى من قبل مئات المتظاهرين الموالين لروسيا كانوا مجهزين جيدًا ومسلحين ويضعون الاقنعة والخوذات. وقتل اربعة اشخاص على الاقل بالرصاص وأصيب حوالى 10 بجروح.