حينما يكون للانجاز صرخة، تستنهض هِمم صُنّاعها، وتفتق رتق عيون ناظريها، وتلملم شتات سنين روّادها، وتستنطق صمت العابثين في أروقتها، بديمومة خلودها، وأمديّة أثرها، وأبديّة نوالها، فإنّنا نكون أمام حقيقة استنهاض جليّة الأثر، بائنة التأثير، صادقة الرؤى، متماسكة المعالم. متباينة الاتجاهات، وذات منعطف حيواتي يقودنا تجاه الضِّفَّة المُبتغاة حيث مُنتهى الرغبة ومأوى الأمل. وكذلك حينما يكون للانجاز صرخة تفقدنا وعينا الشُّعُوري، وتمحقنا انتباهنا الاداركي، وتسلبنا قدرتنا على التحكّم بعقولنا، لنتعايش معها في لحظتها أطفالا لم يبلغوا أحلامهم، ولا يؤاخذوا على ضجيجهم، ويكسرون ما حولهم من مبانٍ صاعدة، وهياكل قاعدة، نكون قد شارفنا الوصول لبُغيةِ النَّفس، ومُبتغى الأمل، ومُنتهى الأمس حيث ُ آنيَّة اللحظة، وكيفيّة البقاء. ومتى ما كان للانجاز صرخة تنفضُ عن عواطفنا غُبار التَّيه، وتستظرف ذواتنا من عنت العمر ومن تعب الحياة، وتستشرف أعذب عبارات الحبِّ، وأشهى الانفعالية في تعابير احساسه، وحسيس أنفاسه، وحرارة اشتياقات همسه، وحنين ذكراه. نكون قد استحضرنا الغدّ الزاهر في ساعة يومنا وفي لحظة انتشاءاتِ الرّضا في استكانةِ العمر وفي عمر الاستكانة. وما أن تتكامل فرحة الانجاز في صراخ القلب والعقل، وفي نداءات الروح والنفس، وفي هتاف الفرد. بوجوديّة الحدث بعد عدميته ليتخذ حيزا فاعلا في انتباه الحاضرين اللحظة. نكون قد انتقينا الفعل من بين أفعالهم. واستطبناه فعلا مباركا نتباهى فيه بينهم كيما نتوّج بامتثالِ أوامره ونقتاد إليه بنفسٍ راضية مرضيّة، وبإرادةٍ مستوحاة من سمو الحدث وحدثيّة الانتقاء. وما بين عاطفية الصرخة، وتعقّل الانجاز، وعِلل وجودها، يقفُ الفكرُ ناهضا، والقلبُ نابضا، والروح مستأنسة بطُمأنينة النّفس، ورضا الفؤاد. نعم! إنها ساعة الصرخة ولحظة الهتاف اللا شعوري وفي حالة عروج الروح لفضاء الاستئناس ببهاء الحدث، وسمو الفعل الذي استشطتُ به وهجا لحظة اعلان نتائج جائزة تطبيق معايير الأداء الحكومي المتميز للفروع الايوائية الاجتماعية في المنطقة الشرقية وحصول دارنا- دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء- المركز الأول وبنسبة 100٪ وقتها لم أشعر بنفس ذاتي إلا معلقة بين سماوات نوال سعد المنقور وقاع آمالها أرددُّ صرخة انجاز افتضّتْ صمت السنين واجتاحت ليل المتعبين بحقيقة انجاز وبانجاز حقيقة.