السؤال: أنا سيدة عمري ثمان وأربعون سنة، متزوجة منذ اثنين وعشرين عاماً، تزوج زوجي من بنت عمرها ستة عشر عاماً، وأسكنها معي في البيت.. ويفرض علي الأكل معها، وتحمل مشاهدتها معه.. يخرج معها بعد كل فترة إلى مطعم بحجة أنني موظفة وأخرج لزيارة أقاربي وصديقاتي.. ولا يتحمل غيرتي.. كيف أتعود على الصبر وعدم الغيرة؟ الجواب: أختي السائلة الكريمة، أعانك الله وأصلح لك زوجك. إن مما لا شك فيه أن المرأة فطرت على الغيرة على زوجها، والحمدلله أنه لم يكن فيه محظور شرعي إذا لم تتعد المرأة وتخالف الشرع، فقد كانت نساء النبي -رضي الله عنهن- يغرن من بعضهن البعض، وقد اشتهرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بذلك وكانت من أشد نساء النبي غيرة عليه. وقد حدث يوماً أن استيقظت فلم تجده بجوارها. وثارت الشكوك في نفسها فربما يكون قد ذهب لواحدة من زوجاته. فغادرت دارها لتبحث عنه وقادتها قدماها إلى البقيع. وفوجئت به هناك.! وقد شعر النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بها ولم يلمها ولم يوبخها، وقد قال في إحدى المرات مقولته المشهور: غارت أمكم. فالأمر يحتاج منك إلى مجاهدة وصبر لتخطي كثير من الصعوبات والمعوقات. أما بالنسبة للسكن فلك الحق في السكن المستقل إذا كان مقتدرًا أو أن يقسم البيت بينكما، ولا يصح الجمع بين الزوجات إلا برضاهن، مع الاستقلال في الخدمات. وهذان شرطان لصحة الجمع، الرضا والاستقلال. وعليك أن تبيني لزوجك أن هذا الجمع يسبب كثيرًا من المشاكل والخلافات التي قد تمتد لتصل إلى الأبناء، ناقشيه في الموضوع بأسلوب فيه اللين واللطف وتحيني الأوقات التي يكون فيها هادئاً. وإذا لم تجيدي ذلك فحاولي البحث عن من يناصحه ويكلمه ممن تعتقدين أنه قد يسمع منه ويأخذ بكلامه ونصحه، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
زوجتي الثانية سيئة الخلق.. وأريد إرجاع زوجتي الأولى السؤال: أنا متزوج ومرت بي كثير من المصائب، فزوجتي وبعد عدة مشاكل مع أهل زوجتي طلقتها، وتزوجت بإحدى قريباتي التي بعد الزوج اكتشفت أنها سيئة الخلق وأنها دميمة، لي رغبة في الزواج مرة ثانية، وإرجاع زوجتي الأولى، أرشدوني مأجورين. الجواب: لا شك أن ما مررت به من مصائب قد أثر على نفسيتك، وبالتالي على سلوكك أيضاً، ومن هذا الأثر ما ظهر مع أهل زوجتك الأولى، مما استدعى الأمر إلى انفصالكما بطلاقها، وبالرغم من أن كل واحد منكما كان في أمس الحاجة للآخر، فكما أنت تعاني هي أيضاً تعاني أشد منك، ولكنك تخليت عنها ولم تستطع تحمل الضغوط من حولك، فكنت –للأسف- سلبياً وخيبت أملها. وبما أنك ترغب في إرجاع زوجتك الأولى، تذكر أخي أنك قد فكرت في نفسك ولم تفكر في زوجتك الحالية وما لها من حقوق، أنت ترى العيب فيها بأنها ليست على قدر من الجمال الذي تريده أنت؟!!! فما ذنبها بأنها لم تتوافق مع معايير الجمال لديك التي تبدلت وتغيرت بعد الزواج؟!، أتهتم بالجمال الظاهر فقط وتتغافل عن جمالها الداخلي من حب صادق لك وبحث عن رضاك!!، بل وانتقل حبها هذا لأهلها الذين يحبونك أيضاً ويقدرونك. أخي الكريم: اتق الله في نفسك أولا، ثم في هذه الزوجة الصالحة، يقول الله عز وجل «فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقا رضي منها آخر» أي إن بغض أحدكم صفة في زوجته فليبحث عن صفة أخرى جميلة وسوف يجدها، وذلك لتسيير عجلة الحياة الزوجية. أخي الكريم: لا تكن من الأزواج الذين يتصفون بالأنانية في طلب السعادة لنفسه دون أن يفكر في رفيقة عمره، متناسياً أن في العطاء سعادة لا تقل عن الأخذ. ولا تنس قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»