استغل مبعوثون إسرائيليون وفلسطينيون اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط يوم الثلثاء ليلقي بعضهم على بعض اللوم علانية في أحدث انهيار لمفاوضات السلام الهشة مع انقضاء المهلة المقررة للتوصل إلى اتفاق. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط لمجلس الأمن روبرت سري أنه يجب على الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين "إقناع بعضهم بعضاً من جديد بأنهم شركاء من أجل السلام". وعبر سفير اسرائيل لدى الأممالمتحدة رون بروسور والمراقب الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور كلاهما عن الالتزام بالسلام، ولكنهما اتهما بعضهما بعضاً بتقويض أحدث محاولة للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي جرت بوساطة أمريكية. وقال منصور للمجلس "استمرت إسرائيل في موقفها الرافض ودأبت على انتهاكاتها الخطيرة لتعيد التأكيد دائما على دورها كقوة احتلال واضطهاد لا كصانع سلام. ومرة أخرى أحبطت إسرائيل جهود السلام". وألقى مبعوث إسرائيل اللوم في إيقاف مفاوضات السلام على الفلسطينيين. وقال بروسور للمجلس "الفلسطينيون يتعهدون بالحوار وفي الوقت ذاته يبثون الكراهية. وهم يعدون بالتسامج لكنهم يحتفلون بالإرهابيين وهم يقطعون التعهدات ولا يلبثون أن ينكصوا عنها". واتهم بروسور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب"التخلي عن فرصة رقص التانجو مع إسرائيل من أجل أن يرقصوا بغير إذن الفالس مع حماس". وكانت الولاياتالمتحدة أطلقت قبل تسعة أشهر مضت جولة جديدة من المفاوضات بين الإسرائيليين والفسطينيين لإنهاء صراع عمره عقود والمساعدة على إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. وانهارت المفاوضات الأسبوع الماضي وألقت واشنطن اللوم على الجانبين كليهما في العجز عن الوصول الى حل وسط قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق في 29 من أبريل نيسان. وقالت السفيرة الأمريكية سامنثا باور لمجلس الأمن ان "واشنطن ستستمر في مساندة المفاوضات بين الجانبين". وقالت باور "من الواضح أننا وصلنا إلى لحظة صعبة لكننا ما زلنا نؤمن بأن الحل الحقيقي الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو دولتان يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وإذا كان الطرفان مستعدين للسير في الطريق هذا الطريق فإننا سنكون مستعدين لمساندتهما". وأوقفت إسرائيل المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب اتفاق المصالحة غير المتوقع للرئيس محمود عباس مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعتبرها إسرائيل والولاياتالمتحدة منظمة إرهابية. وفي الوقت نفسه غضبت السلطة الفلسطينية من توسيع إسرائيل لأنشطتها الاستيطانية في أراض يريدها الفلسطينيون جزءاً من دولة فلسطينية في المستقبل وبسبب قرارها تأجيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من السجناء في السجون الإسرائيلية. وقال منصور "لقد اجتمع سوء نوايا إسرائيل في المفاوضات بما في ذلك نكوصها باتفاق الإفراج عن السجناء وأفعالها المخالفة للقانون على الأرض ولاسيما توسيع أنشطتها الاستيطانية وزيادة الاعتداءات في القدسالشرقيةالمحتلة لتقوض بشدة عملية السلام". وأوضاح بروسور أن "إسرائيل لن تتزحزح عن رفضها الحوار مع حماس". وقال بروسور مشيراً إلى سفاح اشتهر في سلسلة من أفلام هوليوود "من يتساءل لماذا لا تتفاوض إسرائيل مع حماس يتساءل أيضاً لماذا لا يحضر أحد حفلات العشاء التي يقيمها هانيبال ليكتر." وقال مبعوث الأممالمتحدة سري إنه يجب على الطرفين "تقديم تنازلات". وقال سري "إذا كانت إسرائيل جادة في إقامة حل الدولتين فيحب عليها الاعتراف بالآثار السلبية لاستمرار النشاط الاستياطي غير الشرعي. ويجب على الفلسطينيين أن يدرسوا مليا أفعالهم في الساحة الدولية". وكان عباس وقع في وقت سابق من هذا الشهر اكثر من 12 معاهدة دولية غضبا من تأجيل إسرائيل الإفراج عن السجناء في قرار عرض للخطر جهود الولاياتالمتحدة لإنقاذ محادثات السلام الهشة.