أكد أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الآداب جامعة الملك فيصل د. بسيم عبد العظيم أن في الأحساء كما كبيرا من المبدعات مغيبات لم يكتشفن بعد. عبد العظيم والضامر خلال المحاضرة
وقال عبد العظيم، في محاضرة حول «الإبداع النسوي الأحسائي» أقامها ملتقى السرد بالأحساء مساء الأحد الماضي وأدارها د. سمير الضامر: «أزعم أن عدد شعراء الأحساء بعدد نخيلها، وليس ذلك خاصاً برجالها، بل يشاركهم في ذلك غيدها ونساؤها، ولا غرابة في ذلك ولا عجب، فالشعر نتاج حس مرهف وخيال خصب، وهو ما توفره هذه الواحة لأبنائها كما أن التصوير البديع أحد مقومات الشعر الرئيسة، وهو ما تهبهم إياه بمناظرها الخلابة من جنات وعيون». مشددا على أهمية تشجيع المواهب الشابة، لأن لذلك مفعول السحر في استخراج المواهب وحثها على الإبداع والتميز. وأضاف أن من أسباب ضمور الأدب النسائي في الأحساء هو أن الأديبات المبدعات يكتمن إبداعهن، في هذا المجتمع المحافظ، ظناً منهن أنه عيب أو حرام، بينما الحقيقة على خلاف ذلك، فالإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في إطلاق الطاقات الكامنة. وأبدى عبد العظيم استغرابه من الكتابة عن أديبة واحدة في الأحساء طوال 25 عاما، هي الأديبة بهية بوسبيت. مؤكدا أن هناك أديبات كثيرات، لكن العادات والتقاليد تقف بينهن وبين الإفصاح عن أدبهن شعرا ونثرا. وقال: لمست ذلك، بحكم قربي من الطالبات، ما شجعني على القيام بواجبي نحو إبراز هذه المواهب الأدبية. معربا عن أسفه من وأد الإبداعات المكتشفة من طالباته بعد زواجهن، وموضحا أن هناك من قاومن هذا التيار.
إن موقع الأدب النسوي الأحسائي بالنسبة لموقع الأديبات في المملكة لا متقدم ولا متأخر، وإنما هناك الكثير من المحاولات لإبراز الوجود الإبداعي.. والزمن كفيل بإنضاج هذه التجربة وعدد عبد العظيم بعضا من هذه التجارب الرائدة، التي استشرف بها مثل الأديبات أمل المطير ووفاء السعد ورباب حسين وفاطمة السلامين وقسمة السماعيل. كما عدد بعضا من الشاعرات مثل هدى الدليجان وجوهرة الصقر ومريم الفلاح وناهد المفرج وسارة العرفج وأحلام الدوسري.
وقال إن هناك أديبات متميزات من الأقسام العلمية مثل مي السلطان وميساء العتيبي ولبنى المهيدب ووجدان الملحم وفاطمة آل يوسف وإقبال الهوادر، إلى جانب الأديبات المشهورات مثل اعتدال الذكر الله وبشاير محمد. وفي ختام محاضرته لفت د. بسيم عبد العظيم إلى أنه تعاون مع نادي المنطقة الشرقية الأدبي في معجم للأديبات بالمنطقة الشرقية، كما تعاون مع نادي الأحساء الأدبي في عمل «معجم شعراء الأحساء المعاصرين»، الذي ضم عشر شاعرات بين 99 شاعرا وشاعرة. متسائلاً: «هل هذا هو عدد الشاعرات في واحة الأحساء فحسب؟.. أترك الجواب.. لكن من خلال ما قدمت في محاضرتي». وبعد أن انتهى عبد العظيم من محاضرته، تم فتح باب المداخلات التي دارت حول الإشادة بتجربة المحاضر، والحديث عن مناخ الأدبي في الأحساء، وكتابة المرأة، ودور كثير من الرجال في تحجيم إبداعها. وفي رده على بعض المداخلات قال عبد العظيم إن موقع الأدب النسوي الأحسائي بالنسبة لموقع الأديبات في المملكة لا متقدم ولا متأخر، وإنما هناك الكثير من المحاولات لإبراز الوجود الإبداعي.. والزمن كفيل بإنضاج هذه التجربة لتكون من ضمن التجارب الرائدة في المملكة.