شارك مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في "مؤتمر الخلايا الجذعية في العلوم والطب" الذي نظمته الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالتعاون مع المركز بأوراق علمية ناقشت الاكتشافات العلمية المتعلقة بالخلايا الجذعية التي توصل إليها الباحثون في وحدة الخلايا الجذعية والطب التجديدي بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية. وشارك في المؤتمر نخبة من الأطباء والباحثين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين في مجال الخلايا الجذعية والبحث العلمي، وعدد من المتخصصين في البحوث العلمية في مجال الخلايا الجذعية من المملكة وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا وأستراليا ونيوزيلندا، وافتتحه المدير العام للشؤون الطبية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور سعد المحرج. وأوضح المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للابحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر أن موضوع الخلايا الجذعية موضوع واسع ومتشعب وهو ببساطة عبارة عن الاستفادة من الخلية البشرية في أيامها الاولى لإنتاج أي خلية من خلايا الجسم مثل الكبد أو الكلى أو الأعصاب أو غيرها، مؤكدا أن خلايا الدم هي أنجح الاستخدامات حاليا في موضوع الخلايا الجذعية التي تستخلص من نخاع العظم الذي هو الدم الموجود في تجويف العظام والغني بالخلايا الجذعية الدموية. ولفت الدكتور العسكر إلى أن المثبت علميا في موضوع استخدامات الخلايا الجذعية حاليا هو استخدامها في زراعة الخلايا الجذعية لعلاج بعض أنواع سرطانات الدم والسرطانات الأخرى وبعض الأمراض الوراثية حيث يتم تبديل الخلية الجذعية الحالية التي تنتج أمراضا وراثية بخلية جذعية سليمة فينتج دم جديد. وفيما يتصل بجهود مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في مجال الخلايا الجذعية بين الدكتور العسكر أن المركز منذ إنطلاقه قبل ثلاثة أعوام أنشأ برنامجا لزراعة الخلايا الجذعية للأطفال وللكبار عن طريق استخلاصها من الشخص نفسه أو من شخص آخر بحيث تزرع فيه أو من الخلايا الجذعية الموجودة في الحبل السري ومن ثم يتم زرعها في مرضى مصابين مبينا أن النتائج التي يحققها المركز تتفوق بفضل الله على المعدل العالمي، كاشفا عن إجراء قرابة 200 زراعة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وأكد الدكتور أحمد العسكر وجود سجل سعودي للتبرع بالخلايا الجذعية مشيرا إلى أنه يعد الوحيد في العالم العربي المهتم في هذا المجال حيث يوجد في العالم قرابة 60 سجلا عالميا فقط تختص بالتبرع بالخلايا الجذعية. وقال: إن هدف السجل السعودي ضم المتبرعين من الدول العربية بحيث تزيد من فرص العثور على مطابق لمريض من هذه الدول لافتا إلى أن هذا السجل مفتوح للمرضى من العالم أجمع بحيث يتم تبادل المتبرعين. وأكد أن عدد المتبرعين في هذا السجل وصل إلى 5000 متبرع، مشيرا الى وجود بنك للحبل السري في مركز الملك عبدالله العالمي الذي وصلت فيه وحدات التجميع إلى 2000 وحدة حيث أوضحت الأبحاث الطبية إمكانية الاستفادة من الخلايا الجذعية الموجودة في الحبل السري وزرعها في مرضى لا يجدون متبرع مطابق من أقاربهم. وكشف الدكتور العسكر عن أن هناك 50 طبيبا مبتعثا من المركز وقرابة 400 عالم ومختص يعملون من أجل الوصول إلى أفضل النتائج في مختلف المجالات، مبديا تفاؤلا بمستقبل زراعة الخلايا الجذعية لأمراض مثل السكر والسرطان والتليف الرئوي والكبدي والأمراض العصبية والدماغية والمناعية وأمراض القلب والأوعية الدموية بشرط عدم الاستعجال في النتائج إلا بعد إجراء الدراسات العلمية وثبوت نجاحها وإقرارها من جهات عالمية معروفة. من جهته أوضح رئيس اللجنة المنظمة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور محمد أبومرعي أن فعاليات المؤتمر تضمنت ورش عمل و محاضرات ناقش خلالها المشاركون أوراقا علمية تناولت التطورات والمستجدات في مجال زراعة الخلايا الجذعية، كما جرى استعراض طرق فصل الخلايا الجذعية من مختلف الأنسجة البشرية وكيفية التعرف عليها وعلى الطرق العلمية لتحويلها إلى خلايا يمكن استخدامها في المستقبل لعلاج العديد من الأمراض.