الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحل على المملكة وهي في أكثر صورها إشراقا فها هي الوعود التي قطعها خادم الحرمين الشريفين على نفسه يوم البيعة تتحقق وتصبح حقيقة على أرض الواقع. ست سنوات دخلت فيها المملكة سباق التحدي لتصبح أكثر إشراقا مما كانت عليه أوفى فيها خادم الحرمين الشريفين بوعوده حين وضع المواطن في صدارة اهتماماته وأعطاه جل اهتمامه وحقق له أحلاما كانت بعيدة لكنها ليست مستحيلة عند ملك رهن وقته لخدمة وطنه ومواطنيه. في الذكرى السادسة لا يمكن إلا أن نقر بأن التحولات التي حدثت في المملكة ما كان يمكن أن تحدث لولا أن ملكها قاد السفينة بمهارة فائقة ليصل بها إلى واحة من الرفاهية بعد أن حدد خياره الاستراتيجي في الاستثمار في الإنسان السعودي وفي الموارد البشرية لوطن شامخ في عزته وكبريائه. حين أطلق خادم الحرمين الشريفين مشروعه النهضوي الكبير في ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الخارج وقف الكثيرون عند هذا المشروع الجبار غير مصدقين إن يتحرك قطار النهضة بهذه السهولة وهكذا كان حتى وصل عدد طلاب الابتعاث إلى الخارج لما يقارب المائة والعشرين ألف طالب ذهبوا ليس فقط ليحصلوا على العلم والشهادات العليا إنما لينهلوا من الحضارات المختلفة والثقافات المتنوعة ليعودوا لوطنهم وهم أكثر اتساقا مع العصر الحديث وبيئته المتجددة الثرية ليغرسوا بذورها الصالحة في تربة الوطن وفي نسيج ثقافته الوطنية. طموح خلاق وعد به ملكنا وأوفى به ومن الطبيعي ان يتحرك قطار الوطن إلى دروب أكثر اتساعا في الإصلاح السياسي والاقتصادي وان يشرف على ذلك بنفسه متخطيا البيروقراطية التي يمكن أن تعرقل الكثير. الإصلاح السياسي احد اهتمامات الملك الأساسية ولعل إحداث نظام البيعة احد الإصلاحات المهمة التي ترسي مناخا آمنا لتداول السلطة بصورة أكثر عصرية بعيدا عن الخضات والمفاجآت واستجابة لظروف العصر ومتطلبات الغد في مأسسة الحياة السياسية وتأطيرها ضمن تشريعات وأنظمة وقوانين معروفة. الملك ماضٍ بكل ثقة في تعزيز اصلاحاته وتمكين حكم القانون في جسد الدولة ويمكن اعتبار التشريعات والأنظمة التي أصدرها مثل إصلاح القضاء والتعليم احد الركائز المهمة في سياسته لتعزيز قدرة المملكة على الوصول إلى درجات عليا من التقدم والازدهار.