تعطرنا هذه الأيام نفحات الذكرى السادسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكا على المملكة العربية السعودية ، وهي ذكرى مباركة ومناسبة سعيدة ،وعزيزة وغالية على نفوسنا جميعا ، باعتبارها بداية هذا العهد الميمون الزاهر عهد النماء والبناء والإصلاح والتنمية والازدهار. إن بيعة ولاة الأمر، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين فيها دلالة على ممارسة الجانب الشرعي واتباع أمر الله في طريقة حكم البلاد ، وهي تجسد القيم الدينية في جوانب متعددة من حياتنا، لأنها تعني الرضا التام ومبايعة ولي الأمر ليحكم بشرع الله ، ولزوم طاعته والعمل معه من أجل البناء والتعمير والتطوير لأجل حياة أفضل . وعهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز عهد زاخر بالمنجزات التي لا يمكن أن تحويها صفحات ورقية أو مساحة محدودة ، بل هي منجزات تاريخية لا يسعنا إلا أن نمر على بعضها دون الدخول في تفاصيلها وذلك لتعددها وتنوعها واختلاف مجالاتها وشمولها وتواليها بشكل مطرد. ولا يمكن الحديث عن ذكرى البيعة دون التطرق إلى هيئة البيعة ، التي صدر الأمر السامي الكريم حول نظامها ،حيث تشكل هيئة البيعة انطلاقة جديدة في مسيرة الإصلاح السياسي تزامنت مع خطوات التطوير والتجديد، وهي بلا شك خطوة نابعة من فكر المليك ورؤيته العميقة تجاه مستقبل البلاد السياسي تضاف إلى سلسلة الإصلاحات المتلاحقة الإيجابية التي يقودها الملك عبد الله حفظه الله كما أن نشوء هيئة البيعة فيه دلالة عميقة على توسيع دائرة الاختصاص لاختيار ولي العهد وعقد البيعة للملك ، وهي خطوة تاريخية لتطوير النظام السياسي بالمملكة. وقد شمل التطوير الذي تبناه الملك عبد الله ضمن برنامجه الإصلاحي الشامل ، تطوير نظام مجلس الشورى ، وكذلك النظام القضائي وتطوير نظام الانتخابات ، فضلا عن التطور الاقتصادي ، وبرنامج تطوير التعليم ، وكذلك توطين التقنية ، والتطور الصناعي المرتكز على العلم والتقنية المبني على ( اقتصاد المعرفة) الذي تقوده الجامعات الوطنية وفي مقدمتها جامعة الملك سعود ، فضلا عن برنامج الابتعاث الخارجي الذي تصب حصيلته في رصيد بناء الوطن وتنمية المجتمع ، وإنشاء العديد من الجامعات لتستوعب كما هائلا من الناجحين بمستويات رفيعة في المرحلة الثانوية ،وعلى وجه الخصوص جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تمثل نموذجا فريدا للتعليم الحديث بمفهومه الشامل، وهناك الكثير من ملامح التطور التي لا يتسع المجال لحصرها أو تعديدها ، والكثير من المشاريع البرامج والخطط التي تلامس احتياجات الوطن والمواطن بشكل مباشر وفاعل . لا يفوتنا في هذا الصدد أن نشير إلى الأوامر الملكية الأخيرة التي تزامنت مع فرحة الشعب والأمة الإسلامية بعودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية سالما معافى ، وفي غمرة فرحة الناس وسرورهم بتلك المناسبة السعيدة ، صدرت الأوامر الملكية الكريمة المباركة متنوعة ملبية لمختلف الاحتياجات ، وشاملة لكافة المجالات ، وقد ضاعفت الفرح ونشرت البهجة وأسعدت شرائح المجتمع وفئاته المختلفة . هكذا تطل علينا ذكرى البيعة المباركة وهي تحمل معها كل هذه التطورات والنقلات والمنجزات التي اتسم بها هذا العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين وهو بحق عهد الإصلاح والتنمية والوفرة والرخاء ، عهد الاهتمام بحياة المواطن والسعي لتحقيق تطلعاته كافة في مختلف المجالات ، وفي مقدمتها التعليم والصحة والإسكان وتوفير الوظائف وتسهيل سبل الحياة من خلال دعم الصناديق المتنوعة وتوسيع دائرة عطائها ، وتيسير أمر أداء رسالتها. نسأل الله أن تعود علينا هذه الذكرى الميمونة ونحن أكثر رخاء ووفرة وأمنا واستقرار وبلادنا أكثر تطورا ونماء ، ونسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وكافة أبناء الوطن ويحمي بلادنا من كل مكروه إنه سميع قريب مجيب . مدير المكتب الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير د. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز