أعلنت منظمة الهلال الاحمر السوري أمس، انها تمكنت بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة من ادخال مساعدات للمرة الاولى منذ عشرة اشهر الى الاحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي «تمكنا ظهر الثلاثاء بالتعاون مع فريق من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات من معبر جسر الحج» الواصل بين الاحياء الغربية والاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال). وأضاف عرقسوسي ان العملية «تمت بعد اتفاق بوقف اطلاق النار بين جميع الاطراف تم احترامه خلال المهمة». وأشار المسؤول الى انها «المرة الاولى التي تدخل فيها مساعدات الى هذه المنطقة عبر هذا المعبر»، موضحا ان «المساعدات السابقة التي تعود الى الشهر السادس من العام الماضي، كانت تمر عبر طريق يؤدي الى السجن المركزي» على المدخل الشمالي الشرقي لكبرى مدن شمال سوريا. وأوضح عرقسوسي انه تم نقل شحنة المساعدات «عبر 270 رحلة على عربات صغيرة قام بجرها متطوعون وفريق من الاممالمتحدة نظرا لكون المعبر صغيرا ومخصصا للمشاة». وتتألف المساعدات من مواد غذائية وأغطية ومستلزمات صحية وأدوات مطبخية «حفظت في مستودعات المنظمة وسيتم توزيعها على مراحل على المستفيدين»، بحسب عرقسوسي. وتتعرض الاحياء الشرقية من حلب باستمرار لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتشهد معارك على اطرافها بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. ووصفت المفوضية العليا للاجئين العملية في بيان بانها «نادرة وخطرة»، مشيرة الى مشاركة 75 عاملا اغاثيا فيها. ولفتت على موقعها الالكتروني الى «تردي الوضع الإنساني في شرق مدينة حلب»، والى «نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الأساسية». وكانت حلب بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل اندلاع النزاع في منتصف مارس 2011، وتشهد منذ صيف العام 2012 معارك يومية. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها. وحققت قوات النظام في الاسابيع الماضية تقدما طفيفا على اطراف المدينة، لا سيما من جهة المطار الدولي الواقع الى الجنوب الشرقي. بينما تمكن مقاتلو المعارضة من تعزيز مواقعهم عند الاطراف الغربية للمدينة وسيطروا على تلة قريبة منها.