قتل 16 شخصا امس، وأصيب عدد آخر في تجدد القصف بالبراميل المتفجرة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو بحلب بشمال سوريا بعد مقتل 140 الأحد في قصف مماثل، 100 منهم بالمدينة، كما قصفت القوات النظامية بلدات في ريف دمشق وحماة ودير الزور ودرعا، وسط اشتباكات عنيفة مع كتائب المعارضة في محاور عدة, من جهتها اعترفت المجموعة الدولية بفشلها انسانيا في سوريا. وأدى القصف -الذي شنته طائرات النظام- إلى انهيار بناء بالكامل في حي الحيدرية المأهول، وما زالت عائلات تحت الأنقاض، ما يرشح ارتفاع عدد القتلى، وشمل القصف أحياء المعادي والمنطقة الصناعية وقرية الشيخ زيات وظهرة عواد والصالحين في حلب. وشهدت أحياء حلب الشرقية حالة نزوح غير مسبوقة باتجاه الريف الحلبي وتركيا بسبب استهداف الطيران اليومي والمكثف لهذه الأحياء. وأفاد مركز حلب الإعلامي بأن معبر كراج الحجز في حي بستان القصر شهد في اليومين الماضيين موجة ازدحام شديدة، هروبا من القصف. واستهدفت مروحيات أحياء في شرق حلب وجنوبها وغربها, وإن عددا غير محدد من القتلى والجرحى لا يزالون تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف. معارك في الأثناء، قال ناشطون إن ثلاثة من عناصر قوات النظام قتلوا في اشتباكات مع كتائب المعارضة بمحيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة، كما استهدف قصف مدفعي مدينة داريا ورنكوس في جبال القلمون. ووقعت اشتباكات بين كتائب المعارضة والقوات النظامية في بلدة صوران بريف حماة بعد تعرض قرية حمادة عمر لغارات تسببت في مقتل ثلاثة من عائلة واحدة, كما قصفت القوات النظامية أحياء بحمص وبلدات بالريف، بينها الغنطو والحولة، فضلا عن قرية الزارة التي يقطنها تركمان، وتشهد منذ أيام معارك عنيفة. وشمل القصف الجوي والمدفعي أيضا قرى في سلمى بريف اللاذقية، حسب المرصد السوري, كما شمل قصف قوات النظام بالهاون أحياء في دير الزور والقنيطرة وبلدات في الريف الشرقي لدرعا بجنوب البلاد. وأشار المرصد السوري إلى أنباء عن سيطرة فصائل إسلامية على حاجز النور وحاجزين آخرين على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في المعارك الجارية -التي سموها «جنيف حوران»- على حواجز عسكرية بينها حاجز قرب بلدة عتمان, بينما سجلت الأحد اشتباكات جديدة في الحي الشرقي ببصرى الشام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني سيطرت على قرية الأشرفية جنوب مدينة السفيرة في محافظة حلب بعد انسحاب مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من القرية دون اشتباكات. وهزّ انفجار عنيف الليلة قبل الماضية مناطق في حي طريق السد في محافظة درعا اعقبه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في المنطقة، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في ساحة بصرى. كما جرى العثور على جثامين 4 رجال من بلدة مهين في أحد الآبار على أطراف البلدة بمحافظة حمص، وكان قد فقدَ الاتصال معهم منذ نحو شهرين أثناء عودتهم الى البلدة. من جانبها ذكرت الوكالة السورية للأنباء «سانا» أن وحدات من الجيش السوري دمرت سيارات محملة بأسلحة وذخيرة، وأوكارا وتجمعات لما وصفتهم ب «الإرهابيين» وأوقعت عشرات القتلى والمصابين بين صفوفهم خلال عمليات نوعية نفذتها أمس في إدلب وحلب. وحسب الوكالة، أحبطت القوات السورية محاولة «إرهابيين» التسلل من لبنان إلى ريف القصير الجنوبي، ودمرت عددا من أوكار الإرهابيين وتجمعاتهم بما فيها من أسلحة وذخيرة في قرى وبلدات بريف حمص، كما قضت على إرهابيين حاولوا الاعتداء على نقاط عسكرية في درعا. أدى القصف -الذي شنته طائرات النظام- إلى انهيار بناء بالكامل في حي الحيدرية المأهول، وما زالت عائلات تحت الأنقاض، ما يرشح ارتفاع عدد القتلى، وشمل القصف أحياء المعادي والمنطقة الصناعية وقرية الشيخ زيات وظهرة عواد والصالحين في حلب فشل دولي من جهتها, اعتبرت وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو في افتتاح اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول التحديات الانسانية في الازمة السورية امس ان المجموعة الدولية «فشلت الى حد كبير» على هذا الصعيد في سوريا. وقالت بونينو بحضور مساعدة الامين العام للامم المتحدة فاليري اموس ان «الأمور لا تتقدم. على العكس، علينا الاعتراف ان المجموعة الدولية فشلت الى حد كبير في تأمين وصول المساعدة الانسانية بالنسب المرجوة». لا تقدم ملموسا بجنيف سياسيا، أكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربى أمس ضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري ووقف نزيف الدم، مشيرا إلى أن مؤتمر جنيف 2 لم يحقق تقدما ملموسا على الأرض يحل أزمات الشعب السوري. وقال العربي، في مؤتمر صحفي أمس، إنه على الرغم من عدم تحقيق تقدم ملموس على الأرض يحل أزمات الشعب السوري في مؤتمر جنيف، إلا أن جلوس المعارضة والحكومة على طاولة مفاوضات واحدة يعتبر تقدما يحسب للمعارضة التي ألقت بكلمة بجانب الحكومة السورية في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر. وأضاف العربي أنه لم يتحقق ما كان يصبو إليه من خلال المؤتمر عبر وقف ولو جزئي لإطلاق النار والعمليات العسكرية، وادخال المساعدات الإنسانية للسوريين المنكوبين، إلا أن هذا لم يتحقق، معربا عن أمله أن تتم مناقشة هذه الموضوعات وما تضمنه البيان الختامى للمؤتمر من اتفاق على هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة خلال الجولة القادمة من المفاوضات في العاشر من الشهر الجاري. وأكد أن الجامعة العربية موقفها واضح، واعلنت عنه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري ووقف نزيف الدم. ولفت إلى أنه لا توجد وسيلة لاجبار أي من دولها الأعضاء على فعل شيء محدد.