شهدت الساعات الماضية تصعيدا في العمليات العسكرية في منطقة القلمون شمال دمشق، ونزح آلاف السوريين الى بلدة عرسال اللبنانية حيث يواجهون صعوبة بالغة في إيجاد مأوى. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني اليوم السبت ان "الاشتباكات العنيفة" مستمرة منذ يوم امس في محيط مدينة قارة في القلمون، على طريق حمص- دمشق الدولي، مشيرا الى حركة نزوح كثيفة مستمرة لسكان قارة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة". واشار المرصد الى "استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة"، موضحا ان "حزب الله حشد آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته" في القتال الى جانب قوات النظام، والى حشد ايضا لجبهة النصرة والكتائب المقاتلة بالآلاف. ويقوم الطيران الحربي السوري بقصف على محيط مدينة قارة. في المقابل، قال مصدر امني في دمشق ردا على سؤال لفرانس برس ان المواجهات في قارة ناتجة "عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين" في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن استرجعتها قوات النظام امس بعد معارك طاحنة. ونزح آلاف السوريين خلال الساعات الماضية من قارة الى مدينة دير عطية القريبة الواقعة تحت سيطرة النظام، وخصوصا الى بلدة عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سوريا. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال احمد الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "وصلت حواليي الف عائلة الى عرسال منذ الجمعة". واضاف "نحاول تأمين اقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم". وتابع "نحتاج الى مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات". واشار الى ان العائلات تعبر الحدود في سيارات او على دراجات نارية او سيرا على الاقدام، متوقعا "وصول المزيد خلال الايام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون". ويستضيف لبنان اكثر من 814 الف نازح سوري وصلوا تباعا منذ بدء النزاع في بلادهم في منتصف آذار/مارس 2011. ويشكل وجودهم عبئا اقتصاديا كبيرا على الدولة الصغيرة ذات الموارد المحدودة والتي تعاني اصلا من مشاكل جمة في البنى التحتية والخدمات العامة. على صعيد آخر، قتلت امرأة في وسط دمشق امس نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي القصاع والعباسيين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان الاعتداءات بالهاون تسببت ايضا بأضرار مادية، وان منفذيها "ارهابيون". في محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن سيطرة القوات النظامية "مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم شيعة من جنسيات سورية واجنبية" على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة(شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة ب"معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام" بحسب المرصد. في بروكسل، انتقدت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين الجمعة ترحيل لاجئين سوريين من دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي، مشيرة الى اليونان وبلغاريا. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا ادريان ادواردز ان "الترحيل او عوائق الدخول يمكن ان تعرض طالبي اللجوء الى مزيد من المخاطر والمزيد من الصدمات". واعرب عن قلقه ازاء مصير مجموعة من 150 سوريا تضم عائلات مع اطفال لم تتمكن الثلاثاء من دخول اليونان قادمة من تركيا. من ناحية اخرى قالت وكالة إعلامية تابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض إن 14 شخصا قتلوا في عمليات إعدام ميداني نفذتها قوات النظام السوري أمس الاول في ريف حمص. وذكرت وكالة "مسار برس" الإعلامية أن قوات النظام السوري شنت هجوما على قرية "وادي المولة" في ريف حمص وأعدمت 14 من سكانها بينهم عائلة كاملة. وأشارت الوكالة إلى اندلاع اشتباكات بالقرب من مدخل بلدة "قلعة الحصن" المجاورة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري، مشيرة إلى مقتل اثنين من أفراد قوات النظام. وتابعت الوكالة أن اشتباكات بين الجانبين دارت في مناطق "الرستن" و"الحولة" و"تلبيسة"، فيما انسحبت قوات المعارضة من بلدة "مهين" بعد تدميرها لمستودعات ذخيرة تابعة لقوات النظام في المنطقة.