اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إسرائيل بإفشال المحادثات السياسية مع الفلسطينيين بسبب إصرارها على رفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ومواصلة البناء في المستوطنات، فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إسرائيل إلى اتخاذ قرارات شجاعة، وانتقد وزراء إسرائيليون تصريحات الوزير الامريكي، فيما لم يصدر عن حكومة نتنياهو الذي أمر بخفض مستوى الاتصالات مع السلطة الفلسطينية شيء في هذا الإطار، وبحث وزراء الخارجية العرب أمس في مقر الجامعة العربية بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحضوره عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. مسئولية إسرائيلية وقال كيري في جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ: إن إسرائيل تتحمل المسئولية الكبرى عن تفجر المفاوضات، والجانبان اتخذوا خطوات سلبية. مشيرا إلى أن خطوة السلطة الفلسطينية للتوجه للمؤسسات الدولية جاء رداً على التدابير التي اتخذتها إسرائيل. واعتبر كيري التوقيع على الانضمام للمؤسسات الدولية ليس مفيداً، ومخالفاً للالتزامات السابقة، لكنه أوضح أن الفلسطينيين اتخذوا خطوات أكثر وضوحاً، أما في إسرائيل فقد كان من المقرر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، حيث كان يتم التأجيل من يوم إلى آخر ثم وافقت إسرائيل على بناء 700 وحدة استيطانية إلى أن وصلنا إلى حيث ما نحن عليه اليوم». وأشار كيري إلى أن الخلافات تتركز حالياً على قضايا موضعية، وليس جوهرية، قائلاً: «أعتقد أن هناك وسائل أخرى لتطوير المحادثات، وآمل أن يجد الطرفان طريقاً للعودة إلى المحادثات». وأضاف: «هناك حدود لمقدار الوقت، فأنا والرئيس أوباما يمكن أن ننهي الوساطة نظراً للتحديات التي تواجهنا في جميع أنحاء العالم، خاصةً إذا كان الطرفان ليسا على استعداد لإظهار أي جدية منهما». وقال كيري في كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: «الجانبان كلاهما وصلا بقصد أو عن غير قصد في نهاية المطاف إلى مواقف حدثت فيها أمور غير مفيدة». وأضاف قوله: «مما يبعث على الأسف أن السجناء (الفلسطينيين) لم يفرج عنهم يوم السبت الذي كان من المفترض إطلاق سراحهم فيه». وقال: إنه بعد ذلك جاء إعلان إسرائيل عن مناقصات لبناء 700 وحدة سكنية في القدس. الرد الإسرائيلي وتصدر خطاب وزير الخارجية الأمريكي، الصحف في إسرائيل أمس، فجاء في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «كيري يتّهم» ويلقي مسؤولية فشل المفاوضات على إسرائيل. كُتب ذلك في أعقاب تصريحات كيري أن الرفض الإسرائيلي لتحرير الأسرى ونشر تراخيص البناء مئات وحدات الاستيطان في القدس أدى إلى أزمة في المفاوضات. ويعتقد المحللون الإسرائيليون أن الضرر قد حدث، وأنه قد أثر على العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. اتهم محلل صحيفة «إسرائيل اليوم»، بوعز بيسموت، وزير الخارجية الأمريكي، كيري أنه بعد اتهامه لإسرائيل، نسي اتهام نفسه أيضاً في فشل المفاوضات. حسب ما يقول، بدلاً من أن تقرّب المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، أثرت سلبًا على العلاقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. من جهته قال زئيف الكين: «لا أعلم إن كان هنا داع للشعور بخيبة الأمل، فمن يشعر بخيبة الأمل هو من اعتقد أن موقف المجتمع الدولي سيكون ذا صلة بالواقع القائم، ولدينا تجارب سابقة في هذا الجانب، ومن يطلع على تطورات الوضع يدرك تماماً أن الرئيس الفلسطيني لم يرغب في إجراء هذه المفاوضات وقد بحث عن فرصة للانسحاب». وذكرت الاذاعة، أنه من المتوقع ان يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي «افيغدور ليبرمان» نظيره الأمريكي في واشنطن بعد أن التقى ليبرمان بقيادات رفيعة في الادارة الأمريكية، موضحة أن المفاوضات بوساطة الامريكان تواجه أزمة شديدة ولكن لا تزال المساعي حثيثة من أجل محاولة استئنافها. ولم يصدر رد عن مكتب رئيس الحكومة على أقوال كيري، وفضّلوا تقبل تصريحات المتحدثة ساكي كدليل على أن الأمريكيين لا يلقون مسؤولية فشل المفاوضات على إسرائيل. أما من سارع فعلا للانتقاد فكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي ورئيس حزب «البيت اليهودي» وقال : «لن تعتذر إسرائيل اليوم عن البناء في القدس»، منذ سنوات حاولوا منعنا من العيش في العاصمة الأبدية للشعب اليهودي. هذا لن يحدث.حسب زعمه. الحد من الاتصالات وأعلنت مصادر حكومية إسرائيلية الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أوعز لوزراء حكومته، بالحد من اتصالاتهم مع نظرائهم الفلسطينيين باستثناء التنسيق الأمني ومفاوضات السلام. وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس: إن نتانياهو و «رداً على انتهاك الفلسطينيين التزاماتهم في إطار مفاوضات السلام، طلب من وزراء الحكومة الاسرائيلية الامتناع عن لقاء نظرائهم الفلسطينيين» في إشارة إلى تقدم الفلسطينيين بطلبات عضوية ل 15 منظمة ومعاهدة دولية. من جهته، قلل وزير العمل الفلسطيني أحمد المجدلاني من أهمية هذا القرار مؤكداً أن «90 % من القضايا اليومية التي تبحث مع الإسرائيليين تتم عبر الإدارة المدنية الإسرائيلية». وقال مجدلاني لوكالة فرانس برس: «على الأرض لم يكن هناك أية لقاءات منتظمة بين الوزراء الفلسطينيين والإسرائيليين، عدا الاتصالات بين وزارتي المالية». رام الله تدين وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة سيل التصريحات والمواقف الإسرائيلية التي تهدد القيادة الفلسطينية، وتتوعد شعبنا بسلسة من العقوبات، وتحاول تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن الأزمة التي خططت لها وافتعلتها الحكومة الإسرائيلية برفضها الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى. وأكدت الوزارة في بيان لها أمس، أن هذه التصريحات عبارة عن إرهاب دولة منظم وأحادي الجانب، ومليء بالشروط المسبقة مثل طلب الاعتراف بالدولة اليهودية، وتمديد المفاوضات كشرط مسبق للإفراج عن الأسرى وغيرها، ولسان حالها يُقر علناً بغياب شريك السلام الإسرائيلي، ويُقدم للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، خاصةً الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافاً إسرائيلياً رسمياً بحقيقة الموقف التفاوضي الإسرائيلي القائم على التمسك باستمرار الاحتلال والاستيطان، وتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، ورفض عودة اللاجئين وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية، وتلاحظ الوزارة أن وزراء اليمين في إسرائيل ينطقون افتراء في كافة القضايا، ويهربون من الإجابة على سؤال إنهاء الاحتلال والاستيطان الجاثمين على صدر الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمنهما يومياً منذ عام 1948 حتى الآن. الصين من جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إسرائيل إلى اتخاذ قرارات شجاعة في أحدث جولات محادثات السلام مع الفلسطينيين بعد أن أنهى المفاوضون جولة أخرى من المحادثات بوساطة أمريكية دون وجود أي مؤشر على حدوث تقدم. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله للرئيس الإسرائيلي الزائر شمعون بيريس: «في الوقت الراهن دخلت عملية المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية مرحلة حاسمة .. توجد فرص وتوجد أيضا مصاعب». وأضاف شي: إن الصين «تأمل أن تبقي إسرائيل في الحسبان الصورة الأوسع للسلام وأن تظهر حكمة استراتيجية وأن تتخذ قرارات شجاعة بأسرع ما يمكن، وأن تمضي قدما إلى جانب المجتمع الدولي والفلسطينيين في طريق إحراز تقدم جوهري في محادثات السلام». ولم يأت شي الذي تولى منصبه في مارس/ آذار من العام الماضي، بمقترحات محددة لمحادثات السلام. ولكنه قال: إن الصين ستواصل «لعب دور بناء».