أعلنت السلطات الأسترالية امس، أنه تم تغيير منطقة البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة لتنقل مسافة 500 كيلو متر شرقا، فيما وصلت غواصة بريطانية الى المحيط الهندي للمساعدة في عمليات البحث، واشار تقييم لمسؤولين ماليزيين واستراليين الى أن مصير الطائرة سيظل لغزا للأبد، وبرأت الشرطة الماليزية الركاب من الصلة المحتملة بالخطف أو التخريب. وأظهرت خرائط منطقة البحث التي نشرتها هيئة السلامة البحرية الأسترالية اليوم، أن منطقة البحث أصبحت على بعد 1500 كيلو متر غرب بيرث. يشار إلى أن عملية البحث جوا وبحرا في مساحة كبيرة تجاه الغرب خلال الأيام الأربعة الماضية لم تسفر عن التوصل لنتيجة. ووصلت غواصة بريطانية الى المحيط الهندي للمساعدة في عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة، والتي لم تسفر عن اي نتيجة بعد اربعة اسابيع من فقدان البوينغ. وقالت البحرية الملكية البريطانية: ان الغواصة "اتش ام اس تايرلس" وصلت الى منطقة البحث "ويمكن ان تساهم في جهود تحديد مكان الطائرة بفضل ما تتمتع به من قدرات بحث متقدم تحت المياه". وتشارك سفن وطائرات ومروحيات في عمليات البحث منذ فقدان طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية وعلى متنها 239 شخصا في الثامن من مارس. لكنها المرة الاولى التي تشارك غواصة في هذا الامر. ويتوقع ايضا وصول السفينة البريطانية "اتش ام اس ايكو" الى المنطقة لمواكبة سفينة البحرية الاسترالية "اوشن شيلد"، التي غادرت بيرث في غرب استراليا مساء الاثنين حاملة جهازا لالتقاط الاشارات التي يبثها الصندوقان الاسودان للطائرة. ويتوقع ان تصل "اوشن شيلد" نهاية الاسبوع الى المنطقة التي رصد فيها وجود حطام محتمل للطائرة، اي مع قرب انتهاء الفترة النظرية (ثلاثون يوما) لبث اشارات الصندوقين الاسودين. لغز أبدي وفي السياق، قال مسؤولون ماليزيون: إن تحقيق الشرطة قد لا يحدد مطلقا السبب وراء اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية، كما ان طائرات البحث التي تجوب المحيط الهندي بحثا عن أي علامة على حطام الطائرة ليست واثقة أيضا من أنها قد تجد شيئا. وأكد تقييم لمسؤولين ماليزيين واستراليين على نقص معلومات السلطات حول ما حدث للرحلة 370. ويشير تقييمهم أيضا إلى تصور أصبح مرجحا مع كل يوم يمر، وهو أن مصير الطائرة بوينغ 777 وال 239 شخصا على متنها سيظل لغزا للأبد. وتقول السلطات: إنه حتى ذلك الوقت "كانت التحركات متسقة مع فعل عمدي لشخص ما على متن الطائرة"، لكنها لم تستبعد أي شيء بما في ذلك العطل الميكانيكي. وتتحرى الشرطة عن الطيارين وأفراد الطاقم بحثا عن أي أدلة تشير إلى أنهم قد اختطفوا الطائرة أو قاموا بعمل تخريبي فيها. وقد تم التحري عن خلفيات الركاب - والذين ثلثيهم من الصين - من قبل المحققين المحليين والدوليين، ولم يتم العثور على أي شيء يشتبه به. وقال المفتش العام خالد أبو بكر للصحفيين في كوالالمبور: "التحقيقات قد تستمر وتستمر. علينا أن نجري مسحا لكل شيء مهما صغر حجمه". وأضاف: "في نهاية التحقيقات، قد لا نعرف حتى السبب الحقيقي، قد لا نعرف حتى سبب هذا الحادث". وقال: إن الشرطة تتحقق أيضا من البضائع والطعام المقدم على متن الطائرة لاستبعاد وجود تسمم محتمل للركاب ولأفراد الطاقم. من جهته، قال قائد الشرطة في ماليزيا امس: إن التحقيق الجنائي الذي تجريه بلاده في قضية الطائرة المفقودة التابعة للخطوط الجوية الماليزية يركز على أفراد الطاقم، وذلك بعد أن ثبت عدم وجود أي صلة للركاب البالغ عددهم 227 باختفائها. وأضاف قائد الشرطة خالد أبو بكر: إنه تمت تبرئة ساحة الركاب من الصلة المحتملة بالخطف أو التخريب، واتضح أنهم لا يعانون من مشاكل شخصية أو نفسية يمكن الربط بينها وبين اختفاء الطائرة. ونقلت عنه وكالة بيرناما الرسمية للأنباء قوله: "تمت تبرئتهم من (التهم) الأربع". ولم تتمكن رويترز من الاتصال بخالد للتعليق، وأحجم وزير الداخلية الماليزي عن تأكيد التقرير. ولم تستبعد السلطات الماليزية بعد احتمال سقوط الطائرة نتيجة خلل فني، لكنها تقول: إن الأدلة تشير الى أنه تم تحويل الطائرة عن مسارها المقرر من كولالمبور الى بكين عمدا. ويعتقد محققون أن شخصا على علم واسع بالطائرات من طراز بيونج 777-200 إي.آر والطيران التجاري، أغلق أجهزة الاتصال بالطائرة قبل تحويلها عن مسارها المقرر. وأدى هذا الى تركز الشبهات حول الطيارين، وهما قائد الطائرة ظاهري احمد شاه (53 عاما)، ومساعده فريق عبدالحميد (27 عاما). لكن الشرطة تقول: إن تحقيقها في أمر الاثنين لم يظهر ما يثير الريبة فيهما.