كثّفت القوات النظامية السورية قصفها على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية سعيا لطردهم منها، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل رئيس المجلس العسكري في القلمون بريف دمشق، ومقتل القائد العسكري للواء سيف الحق المعارضيْن، وانتقد مشرعون أمريكيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا وطالبوا برد أمريكي أقوى على الصراع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط ميداني سوري قوله: "إن هناك قصفا مستمرا على مدينة كسب من قبل الجيش السوري لمنع تمركز المسلحين من أخذ نقاط ارتكاز، كما هو الأمر في قرية السمرا التي هي تحت سيطرة المسلحين أيضا". ودارت معارك عنيفة في محيط قرية السمرا، ومناطق قسطل معاف ونبع المر وتلة النسر، والشريط الحدودي مع تركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تستهدف مناطق الاشتباكات باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة. وشنت قوات النظام قصفا عنيفا ومركزا جدا على بلدتي كسب والنبعين الخاضعتين لسيطرة كتائب المعارضة، مشيرا إلى أن الجيش السوري يستخدم البوارج الحربية في هذه العملية. من جهته، قال مركز صدى الإعلامي: إن غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت محاور الاشتباكات بريف اللاذقية، وسط قصف بالصواريخ الموجهة من طيران الميغ على المرصد 45. وتأتي هذه العملية عقب سيطرة مقاتلي المعارضة على المرصد العسكري 45، وهو أعلى منطقة عسكرية كانت تستخدمها قوات النظام في قصف ريف اللاذقية. كما سيطر مسلحو المعارضة الاربعاء على مناطق استراتيجية جديدة في ريف المدينة، أبرزها بلدة السمرا ومنفذها البحري وجبل النسر ونبع المر. اشتباكات وقصف في المقابل، قالت شبكة مسار برس: إن كتائب المعارضة قتلت عناصر من جيش الدفاع الوطني أثناء اشتباكات في محيط قرية قسطل معاف بريف اللاذقية. من جهة أخرى، لقي رئيس المجلس العسكري بمنطقة القلمون بريف دمشق التابع للجيش السوري الحر أحمد نواف درة مصرعه، مع خمسة مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على منطقة فليطة ترافق مع اشتباكات عنيفة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون اليوم الخميس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري قوله: "استشهد رئيس المجلس العسكري الثوري في القلمون وقائد لواء سيف الحق الرائد المنشق أحمد نواف درة، والمساعد المنشق بلال خريوش القائد العسكري للواء سيف الحق، وأربعة مقاتلين آخرين، في قصف بالبراميل المتفجرة واشتباكات الاربعاء مع القوات النظامية وحزب الله اللبناني في محيط بلدة فليطة" بمنطقة القلمون شمال دمشق. وفي ريف دمشق أيضا، قُتل ستة أشخاص وجرح آخرون من ضمنهم أطفال جراء القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف مدينة دوما وفق شبكة شام. كما ألقت مروحيات النظام البراميل المتفجرة على مدينة داريا بالريف الغربي وقصفت بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات داريا والزبداني وبساتين رنكوس ودوما بالريف، وكذلك حي جوبر شرقي العاصمة دمشق. تكثيف القصف وفي حلب، قالت شبكة شام: إن الطيران الحربي والمروحي كثّفا من قصفهما على حلب بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة التي استهدفت أحياء بني زيد والعويجة ومساكن هنانو ومخيم حندرات ومعامل الشقيف ومحيط مستشفى الكندي والسجن المركزي والمدينة الصناعية بحلب. وفي درعا، ذكر مركز صدى الإعلامي أن قصفا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى أحياء درعا البلد، في حين أغار الطيران الحربي على مدن الحراك وطفس وإنخل بريف درعا. وفي حماة، دارت اشتباكات بمحيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام قتل خلالها عدد من قوات النظام، مع تدمير إحدى دباباتهم، وفق ما أفاد مركز حماة الإعلامي. داعش على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري عن سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الليلة قبل الماضية على بلدة البصيرة الاستراتيجية؛ كونها تضم مرتفعا يطل على مناطق عدة، وهي قريبة من حقول النفط ومدينة الميادين وبلدة الشحيل، أحد أهم معاقل جبهة النصرة في ريف دير الزور. سياسة مضللة وانتقد مشرعون أمريكيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا وطالبوا برد أمريكي أقوى على الصراع وتحسين سبل إطلاع الكونجرس على خطط البيت الأبيض في هذا الصدد. وأعرب السيناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال عن الاستراتيجية في محفل عام. وقال منينديز خلال جلسة استماع للجنة: "لدي مشكلة مع إجابة عامة على سؤال عام إذ لا يمكن أن أصدق أن ذلك سري". وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان -وهو مساعد آخر لوزير الخارجية- الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونجرس، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين وإدارة أوباما. ويشعر أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بخيبة أمل لفشل الإدارة في فعل المزيد في سوريا، حيث قتل 140 ألف شخص وتحول الملايين إلى لاجئين وتدرب آلاف المقاتلين المتشددين الأجانب على حمل السلاح للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ووصف السيناتور بوب كوركر الجمهوري البارز في اللجنة إحدى إجابات باترسون بأنها "هراء مضلل". وقال: "لا أستطيع أن أتخيل أن تقولي ذلك في هذا الإطار. سيعطي ذلك للناس انطباعا أن لدينا استراتيجية عسكرية مرتبطة بسوريا وذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة". وقال جون مكين السيناتور الجمهوري -وهو منتقد دائم لسياسة أوباما الخارجية-: إن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تمثل "فشلا ذريعا". وقال مكين: "تقف أعظم أمة في العالم بلا حراك وهي تشاهد هذه الإبادة الجماعية تحدث". واختلف كوركر مع ما قاله كانتريمان المسؤول عن قضايا انتشار الأسلحة إن خطة الأسلحة الكيماوية كانت بناءة. وقال كوركر: "أنا أختلف معك بشدة، مع احترامي أعتقد أنك واهم".