وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعلون تعليماتهما للجيش للاستعداد في العام الحالي لعملية احباط عسكرية للبرنامج النووي الايراني. هكذا فهم من أقوال قالها ضباط كبار في مداولات في الكنيست بعد عودة نتنياهو من واشنطن دون صلة بالمفاوضات بين ايران والولايات المتحدة. وكشف النقاب عن هذه التعليمات في مداولات اللجنة المشتركة للجنة المالية ولجنة الخارجية والأمن بالبرلمان الإسرائيلي في خطة عمل الجيش الاسرائيلي للعام 2014. وقام نائب رئيس الاركان، اللواء غادي أيزنكوت ورئيس دائرة التخطيط في شعبة التخطيط في هيئة الأركان، العميد أغاي يحزقيل بعرض خطة عمل الجيش الاسرائيلي على النواب. وحسب ثلاثة نواب شاركوا في المداولات ورغبوا في عدم ذكر اسمائهم بسبب حساسية الموضوع، فقد تناول آيزنكوت ويحزقيل بشكل مقتضب الاستعدادات العسكرية لاحباط النووي الايراني، وأشارا إلى ذلك كأحد المواضيع في خطة العمل. وعلى حد قول النواب، تبين في المداولات أنه في العام 2014 سيخصص جهاز الامن للموضوع 10 حتى 12 مليار شيكل من ميزانيته ، وهو مبلغ مشابه لذاك الذي استثمر فيه في العام 2013. والأسبوع الماضي، ألمح رئيس الاركان بيني غانتس في حديث مع تلاميذ ثانوية في غان يفنه، بنشاط سري للجيش الاسرائيلي يجري في إيران أيضًا. فقد قال: إن «الجيش ينفذ عشرات العمليات السرية، حصل بعضها الان في الاسبوع الاخير». وأضاف غانتس في حديث نشر في القناة10 إن هذه العمليات «هي في المدى القريب هنا والآن وحتى مسافات أبعد بكثير. هذه ليست مناطق ضمن منطقة اتصال الجيش الاسرائيلي». وفي الجيش قالوا: إن هذه محاضرة حاول فيها رئيس الاركان ان يشرح لهم عن نشاط «المعركة بين المعارك». أما الكشف الأهم فكان عن قاعدة الغواصات «پولونيوم» قاعدة أسلحة بحرية جديدة تجّهز إسرائيل لإقامتها في الجانب الشرقي لميناء حيفا في أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وهي قاعدة تحمل مخاطر كارثية على المدينة لكونها ستضم صواريخ برؤوس نووية. وخلال العام الجاري تصل إلى هذه القاعدة غواصات حربية جديدة من طراز «دولفين» معّدة خصيصًا لحمل أسلحة وصواريخ ذات رؤوس نووية وطويلة الأمد. ومن الجدير بالإشارة إلى أن الغواصة «دولفين» الأولى دخلت في خدمة القوات البحرية الإسرائيلية عام 1999، ثم الغواصتان التاليتان عام 2000، وحلت محل غواصات غال التي كانت تُستخدم منذ عام 1977. ويقول السياسي العربي رجا زعاترة من حيفا: «إن القاعدة مخطط لها منذ عدة سنوات، وكان هناك خلاف بين بلدية الاحتلال في حيفا والحكومة الإسرائيلية على موقع هذه القاعدة؛ لأن سلاح البحرية الإسرائيلية موجود حاليًا مقابل شاطئ حيفا». ويضيف إن الجانبين توصلا مؤخرًا لحل وسط بأن تقام القاعدة شمال شرق مدينة حيفا أي بينها وبين عكا، بمعنى أن يتم نقل الميناء العسكري لحيفا من الغرب إلى الشرق بحجة أنه أبعد عن المناطق السكنية، مع العلم أن هناك مخططًا لنقل ميناء حيفا بشكل كامل إلى الشرق ولكن هذا بحاجة لسنوات طويلة. والجديد في أمر القاعدة هو أن غواصات ألمانية صنعت خصيصًا لحمل صواريخ برؤوس نووية للمهمات البعيدة عن شاطئ ستصل إلى القاعدة خلال أيلول المقبل استعدادًا للهجوم الذي ستقوم به مع منظومة الاسلحة الإسرائيلية ضد المفاعلات النووية الإيرانية. وسيضم مخطط القاعدة الإسرائيلية بناء مقر ضخم يتم من خلاله إدخال الأسلحة والمعدات العسكرية الجديدة بما فيها النووية وتكاثرها داخل هذه الترسانة، وتهدف «إسرائيل» من وراء ذلك إحداث توازن ردع مع القوى النووية الأخرى وعلى رأسها الإيرانية.