أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، إدانة المملكة العربية السعودية بشدة لجميع الأعمال الإرهابية التي يشهدها عدد من الدول العربية بما في ذلك جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين واليمن وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة في العالم. وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في أعمال الدورة 141 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، ان إمكانية الخروج من المأزق السوري تظل مرهونة بإحداث تغيير على ميزان القوى على الأرض، وتوفير كل دعم للائتلاف السوري بوصفه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، مطالبا بتسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية خلال الدورة للائتلاف الوطني السوري؛ تنفيذا لقرار قمة الدوحة. وقال الفيصل: إننا في هذه الدورة العادية أمام جملة من البنود والمسائل التي يتعين علينا تناولها والخروج بموقف مشترك حيالها، فهناك موضوع تطوير جامعة الدول العربية وهو الموضوع الذي احتل اهتماماتنا طيلة الأعوام الماضية، وآمل أن نتمكن من استكماله في أقرب فرصة ممكنة لتتمكن من تحقيق تقدم يتفق مع ما يستحقه هذا الأمر من أهمية قصوى.. وتأتي هذه الدورة والقضية الفلسطينية تشهد اقتراب المدة الزمنية المحددة للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية من نهايتها، والتي انطلقت مع مطلع شهر يوليو 2013م، إن ما نخشاه أن يكون مصير هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة مصير سابقاتها، بالرغم من كل التعاون والتجاوب الذي أبداه الجانب الفلسطيني للجهود المتصلة التي أبداها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تلك الجهود التي ظلت تصطدم بتعنت وصلف الحكومة الإسرائيلية وعدم استعدادها للوفاء بمستحقات ومتطلبات مسيرة السلام. قال الفيصل: إن اتخاذ هذا القرار (تسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري)، من شأنه أن يبعث برسالة قوية للمجتمع الدولي لكي يغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية وقال سموه: إن مؤتمر جنيف 2 تعثر في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات دفع ثمنها الشعب السوري دماءً واروحاً ودماراً شاملا عم كل أرجاء سوريا التي تتحول تدريجياً إلى ساحة مفتوحة يمارس فيها كل صنوف القتل والتدمير على يد نظام يساعده في ذلك أطراف خارجية ممثلة في روسيا التي تدعمه بالسلاح والعتاد، وبمشاركة فعلية من قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله اللبناني، وذلك علاوة على الجماعات الإرهابية، كل ذلك في مواجهة مقاومة سورية مشروعة خذلها المجتمع الدولي وتركها فريسة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات الشعب السوري في العيش بحرية و كرامة. وأضاف وزير خارجية المملكة قائلا: إن الائتلاف السوري الذي حزم أمره وذهب لجنيف بعد مناشدات دولية وبدافع من الرغبة في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية المؤلمة وخلال مؤتمر جنيف طرح وفد الائتلاف السوري رؤيته حيال سوريا الجديدة التي يتحقق فيها العدل والمساواة لكافة مكونات الشعب السوري، وفق مضامين وثيقة العهد التي تبناها الائتلاف في اجتماع القاهرة، وعلى أساس البنود الواردة في إعلان مؤتمر جنيف الأول، غير أن هذا الطرح جوبه بموقف من قبل ممثلي النظام في هذا المؤتمر لا ينبئ إطلاقا عن جديته في السير بموجب مقررات "جنيف الأول"، ووفق البنود التي تضمنتها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، في دلالة واضحة على أن هدف النظام من المشاركة في جنيف هو فقط إضاعة الوقت وحرف محادثات جنيف عن الأهداف المرسومة لها، خاصة وأن الوضع على الأرض ومواقف الأطراف الدولية الفاعلة لا تشجعه على إعطاء أي تنازلات تساعد على حل القضية السورية بالوسائل السلمية والسياسية. وبناء عليه، فإن إمكانية الخروج من المأزق السوري تظل مرهونة بإحداث تغيير على ميزان القوى على الأرض وتوفير كل دعم للائتلاف السوري باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، إنه واستناداً على قرار المجلس الوزاري وتنفيذاً لقرار مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والعشرين في الدوحة الذي ينص على شغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، فإن اجتماعنا اليوم مطالب بتسليم المقعد للائتلاف، خصوصا في ظل تشكيله للحكومة السورية المؤقتة برئاسة الدكتور احمد طعمة، واستكمال الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأمر من خلال الرسالة الرسمية التي تلقاها معالي الأمين العام من كل من السيد احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومعالي رئيس الحكومة السورية المؤقتة. إن اتخاذ هذا القرار من شأنه أن يبعث برسالة قوية للمجتمع الدولي لكي يغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية. وأكد الفيصل موقف المملكة الثابت مع أشقائها في مصر قلباً وقالباً، والتهنئة على نتيجة الاستفتاء على الدستور الذي جسد لحمة الشعب المصري ووحدته وعبر عن إرادته الحرة الأبية، الأمر الذي يؤكد على جدية الحكومة المصرية في استكمال مراحل تنفيذ خارطة الطريق، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية تدين بشدة كافة الأعمال الإرهابية التي تشهدها عدد من الدول العربية بما في ذلك جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين واليمن وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة في العالم. وقال: إن المملكة لن تألو جهداً من جانبها للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، وعبرت عن ذلك بالفعل لا بالقول فقط، من خلال إصدارها للقوانين والتشريعات المجرمة للإرهاب والتنظيمات التي تقف خلفه، ونشدد في الوقت ذاته على أهمية التعاون الكامل بين الدول العربية لمكافحة هذه الآفة وتجفيف منابعها.