عزيزي رئيس التحرير تعليقا على ما نشر في العدد رقم 11555 بتاريخ 23 من ذي الحجة 1425ه وبعنوان (الأمير محمد بن فهد يرعى حملة التضامن ضد الارهاب) أبعث لكم هذه المشاركة آملاً ان تجد طريقها في النشر. ان تحريم الاسلام الغلو والعنف والارهاب واضح وجلي ومسؤولية ايضاح هذا التحريم واثاره السيئة ونتائجه الوخيمة ليست مقصورة على اجهزة الامن او الدولة بل ان رفض ذلك ومعرفة حكمه كان واضحا من قبل جميع فئات المجتمع والجميع اتفق على رفض الغلو والارهاب وكونه انحرافا عن جادة الوسطية والاعتدال المستمد من روح الاسلام ولقد كان شعار جميع فئات مجتمعنا بحمد الله الرفض الواضح والجلي لذلك المنهج الدخيل وهذه الحملة تستند في شرعيتها الى قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) صورة المائدة (2). وتبرز دور المواطن والمقيم وجميع فئات المجتمع في دعم ومساندة الجهود التي يبذلها رجال الامن واجهزة الدولة لفضح افكار هذه الفئة الباغية وانحرافها الفكري الذي كان من آثاره الاستهانة بارواح البشر ومقدراتهم، كما تظهر هذه الحملة لحمة هذا المجتمع بجميع فئاته ورفضه الإرهاب والذي لم يأت بدعا من الامر بل مستندا في رفضه الى دينه وعقيدته وكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفتاوى علمائه الراسخين في العلم، لقوله تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا) سورة المائدة (32) وكقوله عليه الصلاة والسلام كما رواه مسلم في صحيحه (من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) ولقد كان لهيئة كبار العلماء فتاواهم والتي نصت على (إن الارهاب انحراف فكري وفساد عقدي) وأنني بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر والحملة المتزامنة معه لاجدها فرصة سانحة لادعو جميع افراد مجتمعنا مواطنين ومقيمين لمواجهة هذا الفكر ورفضه وان تكون بقدر المسئولية الملقاة على عواتقنا والتي سنسأل عنها يوم القيامة كل في مجاله فالاب في بيته لابد ان يراقب ابناءه مع من يجلسون وان يقدم لهم النصيحة الابوية الصادقة. وكذلك الخطيب في منبره يجب عليه توعية المصلين وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم لاسيما في ظل الاحداث الراهنة والتي تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون لمواجهتها كما يجب عليه في خطبته اظهار وسطية او اعتدال الاسلام مستمدا ذلك من الكتاب والسنة. ويجب كذلك على المدرس في مدرسته وبين طلابه اظهار رفض هذا المنهج وهذا التوجه وبيان حرمته وايضاح آثاره السيئة التي ظهرت للجميع. كما ادعو اخواني المواطنين والمقيمين لابلاغ الجهات الامنية عن كل ما يعتبر دعما لهذا الفكر ويسبب الاخلال بأمن المجتمع وستظهر هذه الحملة باذن الله ان الشعب بجميع فئاته صف واحد ويد بيد ضد هذه القلة المنحرفة التي تسعى للافساد. وخلاصة الامر فإن حماية ديننا ومعتقداتنا وبلادنا من الارهاب والغلو واجب على الجميع ابراء للذمة والله اسأل ان يحمي ديننا وعقيدتنا وبلادنا وولاة امرنا من شر كل غال ومفسد وحاقد. علي بن سالم العبدلي/ الجوف