في ظل كثرة الفضائيات نلحظ تعدد الطرح الإعلامي في هذه الفترة وخصوصاً بعدما ينجح أحد البرامج , نجد أن القنوات تبدأ بحشد كل الطاقات الفكرية والمادية والبشرية لإنتاج برامج مشابهة تحت مسمى برامج فنية كما يحدث في بعض القنوات التي تزعم بأنها تسعى لاكتشاف المواهب لكن ما نراه هو عرض لكل ما هو مقزز, ويعتقدون انهم يقدمون الفن على شكل مسابقات ثقافية , ولو نظرنا من خلال ما يطرح عن ماهية وكيفية المطروح لوجدنا أن الغالب الأعم بقالب شبه واحد وكأن الهدف من طرحه سد الفراغ الموجود في خطتهم البرامجية. وها نحن اليوم نشاهد ما يسمى ب"ستار أكاديمي" الذي يعد كأقصى درجة يصل إليها هو تصوير المتسابقين في جميع أوضاعهم على مدار الساعة, مما يجبر الكثير من المراهقين على الاقتناع بهم حيث نلاحظ أن معظم الأوضاع التي نجدهم عليها لا تليق أن نتحدث بها أو أن تبث على الشاشة لما فيها من عدم احترام للمشاهد, والواضح أن هذه القنوات همها أشغال المشاهد بالإضافة إلى جمع أكبر قدر ممكن من المردود المادي والإعلاني فهذا ما جعلنا نعيش الماضي والحاضر برؤية محدودة ولم يتغير فيها سوى عامل الوقت فقط. وما يدعو إلى الضحك إن اللجنة المختصة لاختيار المتسابقين لم يستطيعوا الاختيار من الكم الهائل سوى أولئك الذين يعدون في نظري انهم الأسوأ, فقد سمحت لنفسي في إحدى المرات مشاهدتهم لمدة سبع عشرة دقيقة اكتشفت بعدها أنني خسرت من عمري الكثير لأني لم أجد منهم من هو قادر على تنظيف الصحون التي يأكلون بها. وفي الحقيقة كرأي شخصي أعتقد أن الكل ممن يعملون في مثل هذه الأعمال أصبحوا كالعمالة الموسمية تعمل لشهر أو اثنين ومن ثم تخلد في سبات طويل المدى مكتفية بما حققته من ريع مادي خلال فترة بث تلك البرامج سواءً من خلال تصويت المشاهدين عبر رسائل ال"sms" أو ما بما يسمى الدردشة التي تظهر في اسفل الشاشة "shat" بغض النظر عن جدوى أو نجاح ما قدمته. والمشكلة أين المستمع لمن يغرد خارج السرب؟ خصوصاُ وأن هؤلاء قد اعتمروا قبعات النجاح واصبحوا نجوماً له بفضل الحظ والأقلام الملونة وعلى أمل غدٍ باسم نسعد فيه بالارتقاء إعلامياً وفكرياً ونقطف من خلاله ثمرة نجاحنا لبرامج مستقبلية يبني من خلالها جيل واعد يكون بديلاً لجيل التقوقع والتبعية. أقول لكل أجهزة الإعلام وخصوصاً لمن يقف وراء المرئي منها في القنوات الفضائية العربية أنكم مستأمنون على عقول المشاهد فالأمانة ثقيلة فإما أن تحمل بإخلاص أو دعوا المجال لغيركم ليعمل لأن ما قدم وطرح حتى الآن من خلال إعلامنا العربي لا يستحق أن يطلق عليه إعلام . وقفة ( تذكر أن إعطاء المجال لغيرك ليحاول لا يعني فشلك ) معايدة استغل هذه المساحة الصغير لكي أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لقراء "اليوم" بمناسبة عيد الأضحى المبارك.