لم نزل نتوق الى نشر ثقافة السلام ونبذ الحرب هذه التي أورثت الأجيال البغض والكراهية حتى أصبح يعيش في حالات نفسية معقدة، ولا أدري لماذا يروج البعض في زماننا هذا لتجارة الحرب ويتركون السلام الى كساد بالرغم من أن معطيات أسباب السلام كثيرة لولا أنّ أولئك يهيمون بها بعيداً عن مسارها. من نعم الله على الإنسان أن كرمه دون خلقه إنّ حياة الوئام منابتها وفيرة لولا- وآهٍ من لولا- لولا لي عنق الحقيقة الضائعة ضياع ذلك الفردوس الذي ظل مفقوداً منا ونحن لم نزل نبحث عنه من بعد ما اضعناه عندما أصابتنا اغماءةٌ وغفلة طالت بنا ولم نستفق منا، والحرب لم تزل تسرق منا كل شيء، وتدمر ما نشيده من اعمارٍ وما أشاده الاسلاف من تراث وقيم كادت تندثر، وحاضر إخوتنا في الجوار اليوم يؤول الى حروبٍ جائرة.. لماذا لا ننتبه الى ما حدث ولم يزل يحدث من حولنا، وليس أدلّ على ذلك ما حدث ولم يزل يحدث في الحبيبة سوريا وما سبق ذلك في ليبيا وهي لم تزل على شقاق بين ابنائها، وحدِّث ولا عجب عما حدث في العراق من قبل ولم يزل.!! عشرون عاماً خلت بل وتزيد، ولم يخرج اخوةُ لنا في العراق العريقة من الجب الذي استدرجتهم اليه تلك الحروب الخائبة التي جاءت باسم ساس يسوس حتى دخلت سوسة السياسة في معتقدات البشر ففرقت بين الاخوة بعيداً عن مذاهب السلام التي تدعو اليها كافة الاديان والمذاهب التي يتخذ منها دعاة الحرب مطية لأغراضهم وأهدافهم البغيضة.. هل يا تُرى مل الزمان بنا وآثر أن يبدلنا بقومٍ آخرين أم أننا مللنا نعم الله علينا حتى انتهينا الى هذه الغفلة التي أصابت فينا العمق، ما أحدث خللاً في وجدان جمعنا إلى هذا الحد الرديء..؟؟ لم تزل حياة البشر موعودة بالكثير من البشريات متى ما ملك الانسان طاقة العقل والروح ومازج بينهما وهو في تفكر وتدبر من أجل آفاق مستقبل أفضل لحياته.. حياته التي لم تزل في حاجة الى الاعتصام بالقيم والأخلاق والعمل على تفعيلها كمبادئ لا ينبغي الحياد عنها، وما من مهدد لحياة البشر أخطر من تدهور القيم وغياب الأخلاق. ذلك أن البشر يكتسبون صفتهم الانسانية من تلك القيم في تعقل وهو ما فضّل الله به الانسان عن بقية المخلوقات حتى نال أعلى الدرجات. ومن نعم الله على الانسان أن كرمه دون خلقه وأنزله عنده منزلة لم يحظ بها سواه من الخلق. ان الرجوع للحق فضيلة.. ولماذا لا ننتبه قبل فوات الأوان ونعود الى الحق ومن ثم نطور آليات شؤوننا العامة والخاصة لنحافظ على ما بين ايدينا ونسعى لتحقيق المزيد من النعم لنا ولسوانا، ذلك أن النِعم تجلب النِعم متى ما خلع الطامعون طمعهم وتخلى الجشعون عن جشعهم وإلا فإن النِعم ستزول ان لم يحرسها عقل متدثر بالقيم والخلق الكريم. وحتى لا يضيع الأمس منا كما حدث ولم يزل يحدث في كثير من البلدان التي كان يُشار إليها بالبنان، بلاد كانت في ثراء وغنى آل الى زوال حط محله الفقر والعوذ ونعوذ بالله من ذلك ونسأله أن يهبنا امناً وسلاماً يعم سائر ربوعنا الحبيبة. [email protected]