قلت لأحد المقربين لنا.. لقد وصلنا إلى مرحلة دقيقة في الإعلام والصحافة الرياضية تستلزم منا إما أن نواصل خوض المعارك النقدية أو نرفع الراية البيضاء لنعود إلى نقطة الصفر. نقطة الصفر التي أعنيها كانت قبل 30 سنة عندما طرقنا باب صاحبة الجلالة الصحافة أو ما تسمى في هذا العصر السلطة الرابعة. كنا نفرح عندما نجري لقاءً مع لاعب أومدرب أو إداري أو أحد كبار المسئولين عن الرياضة في تلك الفترة فنذهب إلى العمل وكأننا صدنا صيداً ثميناً وكان الحوار عادياً جداً لا يتعدى الخواطر العابرة أو الأسئلة الركيكة والعبارات غير الموزونة وحسب ثقافتنا الهشة كنا نبيض اللقاءات والموضوعات والتحقيقات والتصريحات ونسلمها إلى الشخص المسئول الذي يجري عليها تعديلاته والمستلزمات التصحيحية والقواعدية الأخرى.. لكن فرحتنا لا تقارن عندما يتكرر اسمنا في مقدمة كل موضوع! سارت بنا الحياة سيراً بطيئا جدا والرياضة في العالم تتطور وتنهض وعندما ننظر إلى رياضتنا نقول نحمد الله أن عندنا لاعبين مشهورين وإداريين لامعين وكرة قدم وسلة وطائرة ويد وطاولة.. إلخ واصطحبنا الوفود في الخارج واكتسبنا ما يطمح إليه أي مبتدىء في هذه المهنة. مع تطور الإعلام الرياضي لا نجد أي تطور إعلامي عندنا.. لا نقد مسئول.. لا رؤية.. لا معارك فكرية وحواراتية.. ها نحن نقرأ اللقاءات التي كنا نجريها قبل 30 سنة.. وها نحن نتابع التصريحات.. والتحقيقات.. وكأن الاسطوانة تدور.. وتتكرر كل يوم! في حديثنا مع ذاك المقرب.. إننا قلنا كان يفترض أن يبدأ الناشئون من النقطة التي انتهينا عندها لا أن تكون بداياتهم كبداياتنا الماضية.. فأين تجد التطوير إذا كان عنوان يكرر اليوم قد مضى عليه أكثر من ثلاثين سنة! المطلوب من الجديد إزاحة القديم بالأساليب الإبداعية الراقية.. لأننا نعلم أن الصحافة أشبه بالبحر الذي لا ينضب.. فيها من الجديد ما يستحث على تقديمه.. أما إذا بقينا نكرر.. ونكرر فماذا سننفع الأجيال القادمة؟ اخبار الخليج البحرينية