يجد تجار المسرح الفرصة سانحة في مناسبات كالأعياد لترويج بضائعهم الكاسدة على خشبات مسارح دولة خليجية مجاورة، ويجدون في السعوديين المتعطشين دوماً للمسرح زبائن دسمين يدفعون مبالغ كبيرة كأثمان تذاكر الدخول لمسرحياتهم، فهؤلاء يغيب عن واقعهم المسرح كفعل تلق وممارسة ولا يملكون سوى رصيد ضئيل من فرص الترفيه. ويستغل اصحاب هذا المسرح كاريزما النجوم لجذب الجمهور لعروضهم المسرحية فيحشدون أكبر عدد من ممثلي التلفزيون الذين يمتلكون حضوراً كرسته مسلسلات رمضان في الذاكرة بالإضافة إلى حضور المرأة على الخشبة .فالممثلات الخليجيات أصبحن مصدر جذب مهم للجمهور الذي يتفاعل مع خروجهن عن النص!!، وهذا ما يجعل ممولي مسرح التهريج قادرين على الظفر ببعض من ماله ومن فكره الخام الذي عجنه توجههم. وبالنظر لنوعية المسرحيات التي تقدمها هذه النوعية من التجار فإن التهريج هو الغالب عليها دون أن يكون ثمة هدف اجتماعي كما يزعمون، فالحكايا سطحية، إذ يجترون الضحكة الرخيصة بإلقاء النكات والسخرية على أشكال ممثلين أوجدوا للغرض هذا، والإيحاءات التي لا تناسب طبيعة الحضور العائلي في الأغلب والتندر على الأغاني السائدة، بحجة الكوميديا والترفيه البريء. واستطاع مسرحيو التهريج توجيه مسار التفكير عند المتلقي، فما عاد غير التهريج مسرحاً، وغير النكات السمجة والضحك المبتذل كوميديا وصارت كثافة الحضور تدل على أزمة ذوق عام، مما اوجد أزمة علاقة بين الجمهور والمسرح الملتزم الذي لا يحظى سوى بنسبة لا تذكر من الحضور الذي يقتصر على شريحة منتخبة من المسرحيين والمتابعين، فلن يجد المسرحيون الملتزمون مكاناً شاغراً من مساحة اهتمام الجمهور لتقديم مسرحهم، ولن يتحصلوا على عناصر الجذب التي تسعفهم في ضبط بوصلة المتلقي المحلي. أموال تستنزف في جيوب النفعيين من مدعي المسرح وفكر توجهه عقليات تبحث عن المادة قبل السعي لتقديم مسرح واع ورسالي يملك قيما جمالية.